شوارع طرابلس تختنق بالنفايات مع كل عاصفة مطرية

2025.12.02 - 12:48
Facebook Share
طباعة

تشهد طرابلس هذه الأيام مشهداً متكرّراً يعكس تدهور الوضع البيئي في المدينة، حيث تتحوّل الأمطار العادية إلى كابوس للنفايات المتراكمة في الشوارع والأحياء، في وقت يشهد فيه النهر المركزي للمدينة تفاقماً في التلوث وازدحاماً للبسطات العشوائية التي تنشر الفوضى في المنطقة ظاهرة باتت تذكر السكان بالماضي الصعب للمدينة وتكشف عن ثغرات واضحة في المسؤولية الفردية والجماعية تجاه البيئة.

أمطار النفايات تفضح الفوضى في الشوارع:

آثار الأمطار على منطقة التبانة ومحيط نهر أبو علي، حيث تطايرت الأكياس البلاستيكية والمخلفات المنزلية والخضروات الفاسدة، لتتحوّل الطرق إلى بحيرات من النفايات، تؤثر على حركة المرور وسلامة المواطنين. كما ارتفعت نسبة الكلاب الشاردة التي تبحث عن طعامها بين القمامة، ما يضاعف مشكلة تراكم الفضلات ويهدد صحة الحيوانات والمارة على حدّ سواء.

تاريخ المنطقة وأهميتها الاقتصادية:

تحمل مناطق البسطات الحالية في طرابلس رمزية تاريخية كبيرة، فقد كانت تضم سابقاً أسواقاً منظمة ومحلات تجارية متنوعة، منها سوق الخضار ومحلات للأسماك والحديد والخشب والبالة المستوردة، إضافة إلى دور سينما شهيرة مثل “الفردوس” و“بيبلوس” و“الدنيا” هذه البنية القديمة كانت توضح تنظيماً ومراعاة للنظافة العامة، لكن التحوّل إلى فوضى عشوائية في العقود الأخيرة أبرز تراجع الالتزام بالقوانين وإهمال المسؤوليات الفردية والجماعية.

مشروع إحياء نهر أبو علي بين الأمل والانتظار:

أطلقت بلدية طرابلس، بالتعاون مع نقابة المهندسين والمعماريين، خطة لتجديد وإحياء مجرى نهر أبو علي، تشمل إصلاح واجهاته، تزيين جدرانه، إزالة البسطات المخالفة، وإنشاء مساحات رياضية على سطحه.
هذا المشروع يمثل بصيص أمل للسكان في إعادة تنظيم المنطقة، لكنه لا يلغي الحاجة الملحّة لتحمل المواطنين مسؤولياتهم والحفاظ على نظافة البيئة، لضمان نجاح أي جهود إصلاحية مستقبلية.

أصوات السكان: بين الحاجة والانتقاد

تأكيد السكان على أهمية البسطات التجارية في توفير حاجاتهم اليومية لا يمنع انتقادهم للفوضى الناتجة عن تراكم النفايات، الباعة المتجولين لا يتحملون المسؤولية، ويعودون بسرعة إلى أعمالهم دون تنظيف المخلفات، ما يزيد التلوث ويؤدي إلى مشاكل متكررة عند سقوط الأمطار أو هبوب الرياح القوية.

مسؤولية مشتركة لإعادة طرابلس إلى سابق عهدها:

تظهر الأحداث الأخيرة في طرابلس أن معالجة أزمة النفايات تتطلب تعاوناً بين البلدية والمواطنين، وإعادة النظر في تنظيم البسطات والمناطق التجارية مشروع إعادة تأهيل نهر أبو علي قد يكون خطوة مهمة، لكنه لا يكفي بمفرده، إذ يبقى الالتزام الفردي والمسؤولية الجماعية عوامل أساسية لإنقاذ المدينة وإعادة ترسيخ بيئة صحية وآمنة لجميع سكانها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 7