اختتم البابا زيارته إلى لبنان بمحطة رمزية حملت ثقل السنوات الماضية، بعد أدائه صلاة صامتة في موقع انفجار مرفأ بيروت المشهد جاء هادئًا، لكنه محمّل بمعاني الذاكرة الجماعية التي لا تزال حاضرة بقوة في حياة اللبنانيين.
قبل الوصول إلى المرفأ، زار البابا مستشفى دير راهبات الصليب في بقنايا وجلّ الديب، حيث التقى الطاقم الطبي والمرضى، وتحدث عن دور المؤسسات الإنسانية في حماية الفئات الضعيفة خلال الفترات العصيبة الزيارة لاقت اهتمامًا واسعًا من المواطنين الذين تجمعوا على الطرقات لمرافقة موكبه.
في محطة لاحقة، توجّه البابا إلى مبنى «سان دومينيك» للقاء الأطفال، في نشاط اجتماعي حمل طابعًا إنسانياً خالصاً بعيداً عن الأضواء هذه الجولات مثّلت جانبًا مكمّلاً للرسائل الروحية التي حملتها زيارته منذ لحظة وصوله.
وفي المرفأ، شارك رئيس الحكومة نواف سلام في الوقفة الصامتة إلى جانب أهالي الضحايا الحدث استقطب اهتماماً كبيرًا بعد تسجيل أكثر من 120 ألف شخص أسماءهم للمشاركة في القداس المقام عند الواجهة البحرية لمدينة بيروت، حيث نُقل المشاركون عبر حافلات خُصصت لهذا الغرض.
ملف تحقيقات انفجار المرفأ ظل حاضرًا في خلفية الزيارة، تحديداً مع استمرار مطالب العائلات باستكمال المسار القضائي الذي تعطّل سنوات طويلة التحقيق شهد توقفات متكررة وصعوبات سياسية، بينما أعاد البابا في كلماته التأكيد على أهمية الحقيقة كمسار للسلام الداخلي.
الزيارة إلى لبنان جاءت ثاني محطة في أول جولة خارجية للبابا بعد تركيا وقد حظي بحفاوة واسعة منذ لحظة وصوله، وسط إجراءات أمنية مشدّدة وتنظيم دقيق للمسارات التي مر بها.
توديع البابا من موقع الانفجار شكّل نهاية مكثّفة لزيارة حملت رسائل روحانية واجتماعية في وقت تعيش فيه البلاد ضغوطًا سياسية واقتصادية قاسية. وتقدّمت بمساحة رمزية جديدة في مرحلة تحتاج فيها الدولة والمجتمع إلى خطوات تعيد الثقة وتدعم المسار الوطني.