بين أنقاض الأزمات… البابا يرفع راية السلام للبنان

2025.12.01 - 04:44
Facebook Share
طباعة

وصل بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر إلى لبنان في زيارة تحمل بُعداً روحياً وسياسياً في آنٍ واحد، في وقت تستمر فيه الخروقات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية بعد الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023 وتوسعت في سبتمبر 2024، ثم أوقفها اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر من العام نفسه.

مع دخوله دير مار مارون في عنايا، كانت الأجراس تعلو في المكان، فيما اصطف الآلاف على الطرقات حاملين الأعلام اللبنانية والبابوية المشهد عكس حاجة اللبنانيين إلى جرعة أمل وسط أزمات اقتصادية وتعثر سياسي مستمر منذ 2019. ركع البابا أمام ضريح القديس شربل، وصلّى، وأضاء شمعة أحضرها من روما، في خطوة حملت رمزاً لبحث لبنان عن فسحة نور في ظل واقع مضطرب.

الزيارة حملت عنوان “طوبى لفاعلي السلام”، وتحولت إلى مساحة التقاء بين اللبنانيين في لحظة نادرة، حيث اجتمع المواطنون على استقبال ضيف دولي يُنظر إليه كمرجعية معنوية عالمية وقدّم دير مار مارون للبابا مخطوطة المزامير الصادرة عام 1610 وسراجاً يدوياً للقديس شربل، في لفتة تُمثل ارتباط الكنيسة اللبنانية بتاريخها العريق.

ورغم الطابع الديني، بقيت الزيارة محاطة بثقل الوضع الأمني، ولاسيما مع استمرار الضغط الإسرائيلي واستهداف المناطق الجنوبية، ما جعل وجود البابا رسالة غير مباشرة لوقف التوتر وإعادة الاعتبار لمسار الاستقرار الدعوة التي أطلقها البابا لفتح مسارات الحوار جاءت متزامنة مع حاجة لبنان إلى غطاء دولي يمنع عودة الحرب، ويمنح البلاد فرصة لترتيب أوضاعها الداخلية.

ومع مغادرته دير عنايا إلى مزار سيدة لبنان في حريصا وسط قرع الأجراس، برزت الزيارة كحدث أعاد للبنان لحظة توازن وجيزة فالبلد الذي أنهكته السنوات الأخيرة وجد في هذه الزيارة محطة تستعيد فيها الدولة والكنيسة والمجتمع مساحة مشتركة للسلام، بعيداً عن الانقسام السياسي والضغط الاقتصادي والتهديدات العسكرية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5