تشهد منطقة الشرق الأوسط أزمة مياه حادة تهدد حياة الملايين وتفاقم النزاعات الإقليمية، بينما تحول إسرائيل هذه الأزمات إلى فرص لتعزيز مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية الدول المتأثرة تواجه تحديات مائية خطيرة، في حين تستغل تل أبيب الظروف لتوسيع نفوذها التكنولوجي والتحكمي في المنطقة.
وفق صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية، تفاقم أزمة المياه في إيران ومصر والأردن تخلق فرصًا استثمارية واستراتيجية لشركات الطاقة والتحلية الإسرائيلية.
إيران على حافة الكارثة:
تشهد طهران مدنًا تتوقف فيها صنابير المياه بالكامل، والمستشفيات تضطر لتقنين الاستهلاك نتيجة الجفاف. السدود الرئيسية حول العاصمة تكاد تجف، وتهدد موجة نقص المياه السكان بالتهجير القسري. إدارة الأزمة تواجه إخفاقات هيكلية، تشمل الاستنزاف المفرط للمصادر الجوفية والزراعة المفرطة وبنية تحتية مهترئة، فيما تستغل إسرائيل هذه الظروف لتسويق تقنياتها في تحلية المياه وإدارة الموارد.
الأردن: اعتماد متزايد على إسرائيل
الأردن تعاني من نقص المياه بنحو نصف احتياجاتها السنوية، مع تراجع تدفق نهر الأردن بنسبة 90% مقارنة بالماضي، وهدر هائل في شبكات التوزيع. إسرائيل تملأ هذا الفراغ جزئيًا من خلال اتفاقيات قديمة، وأصبح الاعتماد على المياه الإسرائيلية ركيزة أساسية لاستقرار البلاد، مما يمنح تل أبيب نفوذًا سياسيًا مباشرًا.
مصر: التحلية مقابل التبعية
مصر تواجه تحديات وجودية في مياه النيل بسبب سد النهضة الإثيوبي، ما دفعها لتوسيع مشاريع التحلية التي تعتمد على الغاز الإسرائيلي الاعتماد على مصادر إسرائيلية أساسية يحوّل أزمة المياه إلى أداة ضغط سياسي واقتصادي، ما يزيد من تبعية القاهرة لإسرائيل.
تل أبيب بين الغاز والتحلية والأسهم:
استغلال إسرائيل لأزمات المياه يمتد إلى القطاع المالي، حيث يخلق الطلب المتزايد على الغاز والطاقة فرصًا استثمارية لشركاتها الخاصة والعامة في مجالات التحلية والطاقة والبنية التحتية شركات مثل "نيو ميد إنيرجي" و"Amiad" و"A.R.D" تحقق أرباحًا كبيرة من مشاريع الإمداد المائي في المنطقة، فيما تتحول الأزمة الإنسانية إلى مصدر قوة مالية.
تحويل الأزمة الإنسانية إلى نفوذ استراتيجي:
الأزمة المائية في الشرق الأوسط أصبحت أداة استراتيجية لصالح إسرائيل لتوسيع تأثيرها الاقتصادي والسياسي الدول المتأثرة تواجه ضغوطًا متزايدة، بينما تل أبيب تعزز مكانتها كقوة مركزية في قطاع المياه والطاقة، مستغلة الموارد الأساسية كورقة قوة على حساب السكان.
المياه أداة قوة إسرائيلية:
ايضاً ذكرت الصحيفة أن الأزمات البيئية في المنطقة تحولت إلى أوراق قوة سياسية واقتصادية لإسرائيل، التي تستغل نقاط ضعف جيرانها لفرض تبعيتهم الاقتصادية، وخلق فرص استثمارية ضخمة لشركاتها، فيما ملايين السكان يواجهون خطر ندرة المياه وانهيار البنى الأساسية دون حماية.