مصر تُربك إسرائيل بقوة جوية متطورة
التطورات الأخيرة في سلاح الجو المصري أثارت اهتمامًا كبيرًا في إسرائيل والولايات المتحدة، بعد ما كشفت صحيفة معاريف العبرية عن عبور مقاتلات صينية حديثة الأجواء المصرية دون أن ترصدها أنظمة الرادار الإسرائيلية أو الأمريكية. هذا الحدث أطلق نقاشات داخلية في تل أبيب حول قدرة إسرائيل على الحفاظ على تفوقها الجوي، الذي طالما اعتبر الركيزة الأساسية لأمنها القومي.
مصر تعزز قدراتها الجوية عبر صفقات متعددة مع فرنسا والولايات المتحدة، وأفادت معاريف أن سلاح الجو المصري استلم مؤخرًا ثلاث طائرات من طراز "رافال F3R" ضمن صفقة تشمل 30 مقاتلة، فيما ينتظر وصول الـ12 المتبقية قريبًا. هذه المقاتلات مزودة بصواريخ جو-جو محسّنة بمدى يصل إلى 145 كيلومترًا، ما يرفع مستوى الردع ويضاعف الضغط على تل أبيب لمنع توسع القدرات الجوية الإقليمية.
في الوقت نفسه، أورد المصدر ذاته توقيع وزارة الدفاع الأمريكية عقدًا لتوريد مروحيات هجومية من طراز AH-64E Apache Guardian لمصر، ما يرفع أسطول مروحيات القتال إلى نحو 100 مروحية، تجمع بين طرازات أمريكية وروسية.
هذه المروحيات مزودة بأنظمة رادار متطورة، وحرب إلكترونية، واتصالات مشفرة، وقدرات هجوم في مختلف الظروف الجوية، ما يعزز قدرة مصر على المناورة والاستجابة لأي تهديد.
الصفقات العسكرية جزء من استراتيجية شاملة بدأت منذ 2015، تشمل تحديث سلاح الجو، تعزيز الدفاعات الجوية، تحسين جاهزية الوحدات، وتوسيع قدرات المناورة في سيناء وأفادت معاريف أن مصر تدرس شراء مقاتلات من الجيل الخامس عبر مفاوضات مع دول مثل كوريا الجنوبية، تركيا، الصين، وروسيا، بما يشمل شراكات صناعية وإنتاج محلي مشترك، للحفاظ على مرونة استراتيجية وعدم الاعتماد الكلي على قوة عظمى واحدة.
التحديث العسكري المصري امتد إلى القوة البحرية، بما فيها غواصات وفرقاطات وسفن حربية، بهدف تأسيس قدرة ردع مستقلة وحماية المصالح الوطنية، مع الحفاظ على حرية الحركة الدبلوماسية والعسكرية في منطقة تتغير فيها موازين القوى بسرعة.
ايضاً أكدت معاريف أن هذه التحركات تمثل خطوة مصرية لاستعادة التوازن الإقليمي وتفرض تحديات جديدة على تل أبيب، التي تتابع بقلق تأثير هذه التطورات على التفوق الجوي الإسرائيلي وأمنها الاستراتيجي في الشرق الأوسط.
