وفاة معتقل سياسي سوري في لبنان
توفي المعتقل السياسي السوري أبو جاسم محمد محمود الحسين، البالغ من العمر 71 عاماً، داخل سجن القبة بطرابلس في لبنان نتيجة الإهمال الطبي المستمر، في حادثة تعكس معاناة السجناء السوريين خارج بلادهم. ولم تتخذ السلطات السورية أي إجراءات أو تصريحات بشأن الوفاة، مما يزيد من التساؤلات حول دورها في حماية حقوق المعتقلين.
يمثل هذا الحادث جزءاً من سلسلة متكررة من حالات وفاة المعتقلين السياسيين السوريين في لبنان بسبب نقص الرعاية الطبية وغياب متابعة حالتهم الصحية، حيث يعاني هؤلاء سجناء الرأي من ظروف إنسانية صعبة، بين الحرمان من الحرية والمرض، مع محدودية الوصول إلى العلاج اللازم، رغم الاتفاقيات الدولية التي تكفل حق السجين في الرعاية الطبية.
يعد أبو جاسم، شيخ سبعيني، ضحية أخرى للظروف الصعبة التي يعيشها المعتقلون السوريون في لبنان، والذين اعتقلوا لأسباب سياسية بسبب مواقفهم السابقة أو دعمهم للثورة السورية. ويشير أقارب المعتقلين والمصادر إلى أن إدارة السجن لم تسمح له بالحصول على العلاج اللازم رغم تدهور حالته الصحية بسبب أمراض مزمنة، ما شكل جريمة إنسانية بحق المعتقل.
وتتفاقم الأزمة مع استمرار البطء في معالجة ملف المعتقلين السوريين في لبنان، رغم استعداد السلطات اللبنانية للتفاوض وإيجاد حلول مناسبة. ولا يزال مستقبل هؤلاء المعتقلين مجهولاً، وسط الحاجة الملحة إلى تدخل دولي لضمان حقوقهم الإنسانية ومنع وقوع المزيد من الوفيات نتيجة الإهمال الطبي.
ويطرح الحادث تساؤلات حول مسؤولية السلطات اللبنانية في متابعة أوضاع المعتقلين والسيطرة على السجون، فضلاً عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الحكومة السورية الانتقالية في حماية أبنائها خارج الحدود، وضمان محاكمتهم في بلدهم، وفق المعايير القانونية الدولية.
