القضاء اللبناني ينفي وجود شجارات بين القضاة في بعبدا
نفى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي سامي صادر ما تم تداوله خلال الأيام الماضية حول وقوع خلاف أو تضارب بين قضاة داخل قصر عدل بعبدا، مؤكدًا في اتصال لوسائل إعلام محلية أن الروايات المتداولة لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة، وأن ما أشيع عن إشكال بين بعض القضاة مجرد أخبار مختلقة تم تضخيمها من دون أي أساس واقعي، وأوضح صادر أن المعلومات التي تحدثت عن وجوده في مكتبه يوم الجمعة الماضية وتدخله في محاولة لحل خلاف بين القضاة غير صحيحة بالكامل، مشددًا على أنه لم يكن حاضرًا في المكان كما زُعم، ولم يُستَدعَ أو يشارك في أي نقاش خرج عن إطاره الطبيعي.
وأكد أن طبيعة العمل القضائي داخل قصور العدل تفرض أحيانًا نقاشات مهنية قد تتسم بالحدة تبعًا لاختلاف وجهات النظر القانونية، خصوصًا في الملفات الحساسة أو التي تتطلب تفسيرات متباينة ورغم ذلك، تبقى هذه النقاشات ضمن الحدود الطبيعية للعمل اليومي ولا ترقى إلى مستوى الإشكال أو الشجار الذي حاول البعض الترويج له عبر وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي.
فالمداولات القانونية، مهما اشتدت، تظل جزءًا من العمل القضائي ولا تعكس انهيارًا أو توترًا غير مسبوق داخل الجسم القضائي.
جاء هذا التوضيح في ظل مناخ عام يشهد تناميًا في الشائعات المرتبطة بعمل القضاء، حيث أصبحت أي معلومة غير دقيقة قابلة للانتشار فورًا، ولاسيما في ظل غياب الضوابط المهنية لدى بعض المنصات التي تسعى إلى تضخيم الأحداث لتحقيق التفاعل.
يرى مراقبون أن تداول روايات مبالغ فيها حول القضاء يوضح حالة من التشكيك المتزايد في المؤسسات، ما يجعل الجمهور أكثر استعدادًا لتصديق أي خبر درامي يتعلق بالقضاة أو بآليات العمل القضائي.
ويُفهم من كلام صادر أن الهدف من النفي ليس تصحيح الواقعة فقط، وإنما التأكيد على أن القضاء يعمل وفق أطر واضحة، وأن الخلافات المهنية تبقى محصورة ضمن السياقات الطبيعية ولا يجوز قراءتها على أنها مؤشرات أزمة داخلية كما يشير توضيحه إلى الحاجة الملحة لخطاب رسمي أكثر انتظامًا للحد من انتشار الشائعات التي تستغل أي فراغ في المعلومات الدقيقة. ويبدو أن سرعة انتشار الخبر غير الصحيح تعكس حجم التوتر الذي يحيط بالمؤسسة القضائية في وقت تتعرض فيه لضغط كبير من الملفات المتراكمة والتجاذبات السياسية، ما يجعل أي تفصيل داخلي قابلًا للتأويل والمبالغة.
في هذا السياق، يشكل توضيح القاضي صادر محاولة لإعادة الأمور إلى حجمها الطبيعي ووضع حد للتفسيرات التي خرجت عن إطارها الحقيقي.
