تعود الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت بين 4 و5 كانون الأوّل، مباشرةً بعد مغادرة البابا الأراضي اللبنانية وتشير معلومات ريد تي في إلى أنّ الزيارة باتت شبه محسومة، وأن الجهات الرسمية تبلّغت موعد وصولها يوم الثلاثاء، في توقيت يتزامن مع انعقاد لجنة "الميكانيزم" التي تشكّل اليوم إحدى أهم قنوات التواصل الأمني بين بيروت وواشنطن.
ورغم الطابع التقني المعلن للزيارة، تؤكد المعطيات أنّ برنامج أورتاغوس سيبقى محصورًا في الإطار الأمني – اللوجستي الخاص بعمل اللجنة، من دون أي اجتماعات مقرّرة مع كبار السياسيين إلا أنّ هذا الغياب يعكس تمسّك الإدارة الأميركية بسقف سياسي صارم، جمّدت عنده التواصل السياسي الرفيع مع الدولة اللبنانية بانتظار خطوات تعتبرها واشنطن "اختبارًا للالتزام".
وبحسب ما علمته ريد تي في، فإن الرسائل غير المعلنة ستعاد صياغتها من بوابة السفارة الأميركية في عوكر، حيث بات واضحًا أن "كلمة السرّ" في المرحلة المقبلة يحملها السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى. وتشير المعلومات إلى أنّ عيسى نقل خلال لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، صباح الأربعاء، إشارات إلى تشدد أكبر في مقاربة الإدارة الأميركية للملف اللبناني، مع تأكيد على ضرورة البدء بتنفيذ القرارات التي اتخذتها الحكومة في 5 آب الماضي، معتبرةً أنّ التنفيذ هو المعيار الوحيد، لا القرارات الورقية.
يرى مراقبون أنّ زيارة أورتاغوس، على الرغم من طابعها التقني، تحمل بُعدًا سياسيًا بالغ الحساسية، إذ ترغب واشنطن في قياس مدى استعداد لبنان للالتزام بتعهداته السابقة، خصوصًا تلك المرتبطة بضبط الحدود، هيكلة الدعم الأمني، وتفعيل مسار التعاون الاستراتيجي.
ووفق القراءة الأميركية، فإن المرحلة المقبلة ستكون مبنية على مبدأ واحد: اختبار الجدية، مع تصعيد تدريجي في النبرة الدبلوماسية إذا لم تلمس واشنطن خطوات ملموسة.
في المقابل، تراقب القوى السياسية الزيارة بحذر، معتبرة أن عودة أورتاغوس بهذا التوقيت ليست مجرد متابعة تقنية، بل جزء من اختبار أوسع لنوايا الدولة ومسارها، وسط تصاعد الضغوط الخارجية على بيروت وغياب أي رؤية داخلية موحدة.