سيناريوهات الصراع الأميركي الفنزويلي.. ما الذي ينتظر المنطقة؟

2025.11.25 - 12:52
Facebook Share
طباعة

 يتواصل التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا في الارتفاع، وسط مؤشرات متزايدة على دخول الجانبين مرحلة جديدة من المواجهة التي تتشابك فيها الأبعاد الأمنية والعسكرية والاقتصادية. ويبدو أن واشنطن وكراكاس تستعدّان لصراع مفتوح يحيط به الكثير من الرهانات والتوقعات حول مداه وحدوده المقبلة.

ويعرض تقرير فرح الزمان شوقي ملامح المرحلة الحالية، التي تتعدد فيها الخيارات المحتملة أمام الولايات المتحدة، مقابل استعدادات فنزويلية تعتمد على رفع مستوى التعبئة وتعزيز قدرات المقاومة في مواجهة أي تهديد خارجي.

وتبدو واشنطن، وفق تصريحات مسؤولين فيها، عازمة على توظيف أدوات أكثر تنوعًا لوقف ما تصفه بزيادة تدفق المخدرات إلى أراضيها. في المقابل، يرفع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو منسوب الخطاب التصعيدي، مؤكداً قدرة بلاده على التصدي للضغوط والعمليات المحتملة، مهما كانت طبيعتها أو حجمها.

ووفق ما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين، فإن العمليات الأميركية ضد فنزويلا دخلت طورًا جديدًا يعتمد على تكتيكات مختلفة، في مقدمتها توسيع العمليات السرية التي تقودها وكالة الاستخبارات المركزية (CIA). وتشمل هذه العمليات جمع المعلومات، وتنفيذ مهام خاصة ميدانية، إضافة إلى تهيئة الظروف لتدخلات أخرى قد تصل –وفق تقديرات بعض المحللين– إلى محاولة إطاحة الرئيس مادورو، مستندين بذلك إلى خبرة واشنطن الطويلة في أميركا اللاتينية.

 

سيناريو الضربات البرية

يشير سيناريو آخر إلى إمكانية تنفيذ عمليات عسكرية برية داخل فنزويلا عقب الهجمات التي استهدفت السفن، قد تتزامن مع غارات جوية على مواقع عسكرية أو منشآت تتهمها واشنطن بالضلوع في إنتاج أو تهريب المخدرات.

وتنقل "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين رجحان أن تكون أي عملية عسكرية محدودة النطاق، وربما تمهد لعملية إنزال جوي، على أن تتولى وكالة الاستخبارات الأميركية توفير المعلومات الميدانية اللازمة لضمان نجاحها.

 

تصعيد اقتصادي وضغوط متزايدة

أما السيناريو الثالث فيتمثل في تعزيز الضغوط الاقتصادية عبر الإبقاء على العقوبات وتوسيعها، إلى جانب تصنيف "كارتل الشموس"—وهي شبكة تتهم واشنطن مسؤولين وضباطًا فنزويليين بإدارتها—ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.

ويهدف هذا المسار إلى تقويض أصول مادورو وإلحاق ضرر مباشر بالركائز الاقتصادية للنظام، في رهان أميركي على إضعافه داخليًا.

ورغم هذه التصعيدات، يبقى الخيار الدبلوماسي حاضرًا ضمن الاحتمالات، حيث أقر مسؤولون أميركيون بوجود مفاوضات مباشرة مع حكومة فنزويلا، قد تشكل منفذًا لتجنب مواجهة عسكرية واسعة أو طويلة الأمد.

 

خطط كراكاس واستعداداتها

في الجهة المقابلة، تتعاطى فنزويلا مع السيناريوهات الأميركية عبر خطط دفاعية متعددة كشفت رويترز عن جزء منها. ويأتي في مقدمة هذه الخطط تبنّي إستراتيجية "حرب العصابات" التي تعتمد على وحدات صغيرة موزعة قادرة على تنفيذ عمليات مقاومة طويلة المدى.

وتشير مصادر أمنية فنزويلية إلى استعداد نحو 60 ألف عنصر من الجيش والحرس الوطني لخوض حرب مقاومة ممتدة. كما يؤكد الرئيس مادورو أن 8 ملايين مدني يتلقون تدريبات عسكرية للدفاع عن البلاد إذا تطلب الأمر.

وتستند كراكاس أيضًا إلى إستراتيجية تقوم على نشر الفوضى المنظمة، عبر إشراك جهاز المخابرات ومجموعات مسلحة تابعة لأنصار الحزب الحاكم، وهي آلية تقول المعارضة إنها ستُربك أي تدخل خارجي وتعقد المشهد الميداني.

وتقدر المصادر الأمنية عدد المشاركين في هذا المسار بين 5 و7 آلاف عنصر من المخابرات والمتطوعين الموالين للحكومة، ضمن ما تصفه فنزويلا بأنه تحصين للجبهة الداخلية ضد محاولات الاختراق أو تقويض الاستقرار.

وبينما تراهن الولايات المتحدة على ما تصفه بتراجع القدرات العسكرية الفنزويلية وضعف الولاء داخل المؤسسات الأمنية، تستمر الحكومة الفنزويلية في تبنّي إستراتيجية مقاومة طويلة تهدف إلى رفع كلفة أي تدخل خارجي، وجعله معقدًا وصعبًا من الناحية الميدانية والسياسية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 2