مشروع ألطاي نموذج للتعاون الدفاعي التركي–الكوري
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ في أنقرة، عن اتفاق البلدين على تعزيز التعاون والتنسيق في عدد من المجالات الحيوية، وفي مقدمتها الصناعات الدفاعية والطاقة النووية.
وأوضح أردوغان أنه ناقش مع الرئيس لي إمكانية اتخاذ خطوات مشتركة في مجال الصناعات الدفاعية، لافتاً إلى استمرار المشاورات بين المؤسسات التركية والكورية المختصة حول التعاون في إنشاء محطة طاقة نووية في تركيا. وأشار إلى أن مشروع الدبابة التركية “ألطاي” يُعد نموذجاً ناجحاً للتعاون الدفاعي بين البلدين باعتبار كوريا الجنوبية شريكاً إستراتيجياً لتركيا في هذا المجال.
وفي سياق متصل، شهد اليوم الاثنين توقيع مذكرة تفاهم بين شركة توناش التركية للطاقة النووية وشركة كيبكو الكورية الجنوبية للكهرباء لتوسيع التعاون في مجال الطاقة النووية. وخلال مراسم التوقيع التي حضرها الرئيس الكوري الجنوبي، قال أردوغان إن المحادثات بشأن بناء محطة نووية جديدة في تركيا مستمرة، مؤكداً أهمية مذكرة التفاهم كخطوة نحو تعزيز الشراكة النووية بين الجانبين.
وعلى المستوى الثنائي، أعرب أردوغان عن ثقته بأن زيارة الرئيس لي ستسهم في تعزيز العلاقات القوية بين البلدين، مشيراً إلى أنهما أجريا مباحثات شاملة تناولت مختلف جوانب التعاون، بما في ذلك التجارة والسياحة والبنى التحتية والتكنولوجيا والاستثمارات المتبادلة. وبيّن أن كوريا الجنوبية تُعد ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا في آسيا والمحيط الهادي، مشيراً إلى أن التبادل التجاري تجاوز 10 مليارات دولار، وأن الجانبين قريبان من بلوغ مستوى 15 مليار دولار.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد أردوغان أن تركيا وكوريا الجنوبية تتبنيان موقفاً مشتركاً يدعم حل الدولتين وضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين، مشدداً على أن قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية يمثل أساس السلام العادل والدائم.
وفي ما يخص الحرب الروسية الأوكرانية، جدد الرئيس التركي تأكيد بلاده دعمها لجميع المبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى تحقيق سلام دائم، خاصة مفاوضات إسطنبول، موضحاً أن تركيا لا تزال متمسكة بموقفها الداعي إلى وقف الحرب ودفع الأطراف نحو حل سياسي عبر المفاوضات.
كما أشار أردوغان إلى إمكانية توسيع التعاون بين تركيا وكوريا الجنوبية في عدة مناطق حول العالم، بما في ذلك سوريا وغزة والعراق وأفريقيا وآسيا الوسطى، إضافة إلى جهود إعادة إعمار أوكرانيا.
