أعلنت واشنطن وكييف، مساء الاثنين، عن تحقيق تقدم ملموس في مسار المفاوضات الهادفة إلى إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، في وقت قالت فيه موسكو إن المقترحات الأوروبية المقدَّمة خلال المحادثات الأخيرة "غير بنّاءة" ولا تلبّي متطلباتها.
البيت الأبيض أكّد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما يزال متفائلاً بإمكانية التوصل إلى اتفاق يضع حداً للحرب المستمرة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. كما أقرّ بوجود "بعض نقاط الخلاف" المتعلقة بالخطة الأميركية المقترحة، مشيراً إلى أن الفرق المعنية من الجانبين "تواصل العمل عليها" بهدف الوصول إلى صيغة نهائية.
وشدد البيت الأبيض على أن "الاستمرار في بيع الأسلحة لحلف الناتو لإرسالها إلى أوكرانيا لا يمكن أن يستمر"، لافتاً إلى أن ترامب عازم على "إنهاء الحرب" ووضع حد للدعم العسكري المفتوح. كما نفى المزاعم التي يطلقها معارضون داخل الحزب الجمهوري تتهم ترامب بالانحياز لروسيا ضمن مساعيه الحالية للدفع نحو تسوية سياسية.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة، كارولاين ليفيت، إن الترويج لفكرة عدم تعامل الولايات المتحدة بـ"الحياد الكامل مع الجانبين" لإنهاء النزاع "ادعاء خاطئ تماماً". وأضافت أن ترامب يبدي "تفاؤلاً وأملاً" بإمكانية صياغة خطة تفضي إلى حل ينهي الحرب الممتدة على مدى سنوات.
خطوات قابلة للتطبيق
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الخطة الأميركية خضعت لتعديلات واسعة، قائلاً: "لم تعد هناك 28 بنداً كما كانت في الأصل، وتم أخذ الكثير من النقاط الصحيحة في الصيغة الجديدة". وأضاف أن "قائمة الخطوات المطلوبة لإنهاء الحرب باتت قابلة للتنفيذ" وفق المقترح الجديد.
وفي السياق ذاته، أكد نائب وزير الخارجية الأوكراني أن كييف وواشنطن نجحتا في صياغة وثيقة سلام يمكن تطبيقها عملياً إذا توافرت الإرادة السياسية.
وتستمر في جنيف محادثات طارئة تضم مسؤولين أميركيين وأوكرانيين وأوروبيين، كانت قد بدأت أول أمس الأحد استناداً إلى الخطة الأميركية ذات الـ28 بنداً.
أوروبا تطالب بمشاركة روسيا… وموسكو ترد
ألمانيا شددت على ضرورة إشراك روسيا في أي مفاوضات تتعلق بخطة السلام، حيث قال المستشار فريدريش ميرتس إن "وجود روسيا على طاولة المفاوضات أمر أساسي"، لكنه استبعد حدوث اختراق دبلوماسي خلال الأسبوع الجاري.
في المقابل، ردّ الكرملين على المقترح الأوروبي المقابل للخطة الأميركية، إذ اعتبر يوري أوشاكوف، المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الخطة الأوروبية "غير بنّاءة إطلاقاً" ولا تتناسب مع الموقف الروسي. وقال لوكالة "تاس" إن موسكو اطّلعت صباح الاثنين على الوثيقة الأوروبية، لكنها "لا تبدو مناسبة بأي شكل" من وجهة نظرها.