مكتب الأسرى يحذر من تصفية سعدات داخل عزل السجون الإسرائيلية
حمّل مكتب إعلام الأسرى إدارة السجون الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، البالغ من العمر 72 عاماً، محذراً من مخاطر تصفيته داخل المعتقل نتيجة الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها.
يعاني سعدات من تدهور صحي وهبوط كبير في الوزن نتيجة اعتداءات جسدية ونفسية متكررة منذ نقله إلى سجن جانوت، قادماً من العزل في سجن مجدو.
شهادات موثقة تشير إلى تعرض سعدات لاقتحامات متكررة لزنزانته وتفتيشات مهينة في سجن مجدو، إضافة إلى ضرب وحشي عند وصوله إلى سجن جانوت، في إطار سياسة انتقامية تهدف لاستهداف رمزيته ومكانته داخل الحركة الوطنية الفلسطينية كما تعرض في السابق لاعتداءات مشابهة أثناء نقله بين السجون، ما يعكس استمرار انتهاكات إسرائيلية ممنهجة ضد قيادات فلسطينية معتقلة.
مكتب الأسرى يؤكد أن ما يتعرض له سعدات يشكل جريمة متكاملة الأركان وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، ويشير إلى أن سياسة الاحتلال تهدف إلى تصفية رموز الحركة الوطنية تدريجياً تحت غطاء رسمي. سعدات يقضي حكم السجن المؤبد البالغ 30 عاماً على خلفية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2001، ويعد رمزاً قيادياً تاريخياً في الجبهة الشعبية الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1967.
المكتب يطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل الفوري لضمان سلامة سعدات ووقف الانتهاكات الجسدية والنفسية، مؤكداً أن حياة هذا القيادي التاريخي في خطر شديد، وأن استمرار الصمت الدولي يزيد من احتمالية تعرضه لأسوأ السيناريوهات داخل المعتقل.
مراقبون يرون أن ما يحدث لسعدات جزء من سياسة إسرائيلية أوسع تستهدف قيادات الجبهة الشعبية والفصائل الفلسطينية الرمزية، بهدف تفتيت البنية القيادية للمقاومة الوطنية وفرض مزيد من السيطرة على المعتقلين السياسيين الفلسطينيين. استمرار الانتهاكات قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع المؤسسات الدولية، ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لقدرة الأجهزة الحقوقية على حماية المعتقلين في ظل غياب إرادة إسرائيلية لتطبيق المعايير الدولية.
سعدات يظل صامداً رغم التدهور الصحي، ويعتبر رمزاً لمواجهة سياسة الاعتقال والضغط النفسي التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين.
