خلفيات خطة واشنطن لإنشاء مناطق خضراء بغزة

2025.11.22 - 03:27
Facebook Share
طباعة

في خطوة جديدة تسعى إلى تأمين حماية المدنيين في قطاع غزة، تعمل الولايات المتحدة على إعداد خطة لإنشاء "منطقة خضراء" آمنة داخل الجزء الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، بهدف توفير مساكن وخدمات أساسية للغزيين بعيدًا عن مناطق سيطرة حركة حماس. يعقب هذا التوجه في ظل استمرار التحديات الأمنية والإنسانية التي تعرقل إعادة الإعمار في القطاع، مع بقاء الحركة المسلحة في أجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية.

ذكرت صحيفة غارديان أن مهندسين أمريكيين يضعون المخططات الأولية لهذه التجمعات السكنية، بما يشمل إزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة، على الرغم من أن أعمال البناء الفعلية لم تبدأ بعد. ووفق الصحيفة، تسعى هذه المبادرة إلى توفير مساكن مؤقتة وخدمات أساسية مثل التعليم والرعاية الصحية للنازحين، مع إمكانية أن تصبح نموذجًا لإعادة الإعمار الطويلة الأمد وتشير الخطط إلى محاولة تشجيع السكان على الابتعاد عن مناطق سيطرة حماس، التي اكتسبت شعبية متزايدة بعد وقف إطلاق النار بسبب دورها في مواجهة الجريمة ودعم مواجهة إسرائيل.

وأوضحت غارديان أن أولى التجمعات ستقام في رفح، المدينة الجنوبية التي دُمّرت جراء العمليات الإسرائيلية وتخضع حاليًا للسيطرة الإسرائيلية الكاملة منذ مايو 2025.
وتشكل هذه المبادرة تحديًا على المستوى السياسي، حيث أعربت مصر عن قلقها من أن يؤدي تجميع الفلسطينيين في رفح إلى تدفقهم نحو سيناء مستقبلاً كما تثير العملية تحديات أمنية تتعلق بفحص المدنيين قبل دخولهم لضمان عدم تسلل عناصر مسلحة.

وذكرت الصحيفة أن نحو 100 مقاتل من حركة حماس ما زالوا يتحصنون في أنفاق تحت رفح، في حين تعمل إسرائيل على تعزيز "الخط الأصفر" الفاصل بين شطري القطاع وتطوير البنى التحتية استعدادًا لبقاء طويل الأمد.
في الوقت نفسه، تسعى الولايات المتحدة لتشكيل قوة أمنية دولية لإدارة الأمن في التجمعات الجديدة، مع وجود خلافات حول طبيعة مهام هذه القوة وفعاليتها، بينما طُرحت أيضًا فكرة استخدام مليشيات مدعومة من إسرائيل، وهو الخيار الذي رفضه الجانب الأمريكي لعدم ضمان فاعليته.

وتسعى واشنطن من خلال هذه الخطة إلى تقليص مناطق سيطرة حماس تدريجيًا، مع الإبقاء على إشراف قوة دولية وشرطة فلسطينية على الأمن، ضمن إطار مجلس السلام التابع للرئيس السابق ترامب، في حين تصر حماس على رفض نزع سلاحها وتعتبر الخطة تهديدًا للحقوق السياسية للفلسطينيين.

يشير التقرير إلى أن الخطة تمثل محاولة لموازنة حماية المدنيين مع تقليل الاعتماد على مناطق تسيطر عليها حماس، مع الإشارة إلى أن المشروع يواجه تحديات سياسية وأمنية كبيرة تعكس صعوبة إعادة إعمار غزة دون تعاون جميع الأطراف المعنية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7