تحركات دبلوماسية مكثفة… أوكرانيا تناقش المقترح الأميركي وترامب يحدد مهلة نهائية

2025.11.22 - 10:06
Facebook Share
طباعة

 يعد جيفري إبستين من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في العقود الأخيرة؛ فقد كان مليارديراً أميركياً واسع النفوذ، مقرباً من مشاهير السياسة والمال، قبل أن تتحول حياته إلى سلسلة من الفضائح الجنائية تتعلق بالاستغلال الجنسي للقاصرات وشبكات الدعارة، وانتهت بموته الغامض عام 2019 داخل زنزانته.


المولد والبدايات
وُلد جيفري إدوارد إبستين في بروكلين بنيويورك عام 1953 لأسرة يهودية مهاجرة من الطبقة المتوسطة. عمل والده في إدارة الحدائق، بينما نشأ إبستين في حي “سي غيت”.
برع في الرياضيات وعزف البيانو، والتحق بمدارس وكليات مرموقة مثل “كوبر يونيون” و“معهد كرانت” دون أن يكمل شهادة جامعية.


من التدريس إلى عالم المال
بدأ حياته المهنية مدرساً للرياضيات والفيزياء في مدرسة “دالتون” المرموقة بمناهتن رغم عدم حصوله على شهادة. وقد أثار حينها انزعاج بعض أولياء الأمور بسبب سلوك غير ملائم، قبل أن يتم الاستغناء عن خدماته عام 1976.
لاحقاً، ساعده أحد أولياء الأمور في الوصول إلى “بير ستيرنز”، حيث حقق نجاحاً سريعاً وأصبح شريكاً محدوداً عام 1980، قبل أن يغادر الشركة ويؤسس عمله الخاص.


إدارة الثروات وتكوين النفوذ
أسس إبستين عام 1988 شركته المتخصصة في إدارة ثروات كبار المليارديرات، وجنى ثروة ضخمة من خلال علاقته بالملياردير ليزلي ويكسنر، الذي منحه سلطة واسعة على أصوله.
بفضل هذه الشراكات امتلك قصر ويكسنر الفخم في نيويورك، إضافة إلى عقارات في باريس وفلوريدا ونيو مكسيكو، وطائرة خاصة.
وفي مرحلة لاحقة، نقل أعماله إلى جزر العذراء الأميركية عبر شركة “فايننشال ترست كومباني”، واستمر في توسيع شبكة علاقاته التي ضمت رؤساء سابقين، سياسيين، مشاهير، علماء، وفنانين.


ظهور شبكة الدعارة
نقل إبستين جزءاً كبيراً من نشاطه إلى “سانت توماس” في التسعينيات، واستفاد من الامتيازات الضريبية هناك. امتلك جزيرتين: “ليتل سانت جيمس” و“غريت سانت جيمس”، وأقام فيهما أغلب الوقت.
بدأت الشبهات تتزايد حوله، خصوصاً مع نشر تقارير عن وجود كاميرات مراقبة سرية داخل ممتلكاته تستخدم لتسجيل زواره وابتزازهم.
كما اشتهرت طائرته الخاصة باسم “لوليتا إكسبريس” بسبب رحلات كان على متنها شخصيات نافذة مثل بيل كلينتون، دونالد ترامب، الأمير أندرو، والمحامي ألان ديرشوفيتز.


بداية التحقيقات
بدأت الشرطة في “بالم بيتش” بولاية فلوريدا تحقيقاً جدياً بعد بلاغات من جيران لاحظوا توافد قاصرات إلى منزله. إحدى الشكاوى قادتها سيدة أكدت أن ابنة زوجها (14 عاماً) تعرضت للتحرش.
وصل عدد الحالات المرتبطة به إلى نحو 40، لكن نفوذه الواسع جعل كثيراً من الفتيات يرفضن الشهادة. كما شعر المحققون بأنهم مراقَبون، وأن أعمالهم تتعرض للتجسس.
وفي عام 2005 أوقف عن العمل وتم التحقيق معه، لكن القضية انتهت عام 2008 باتفاق مثير للجدل خفّض العقوبة بشكل كبير، إذ أُدين فقط بـ"الحث على الدعارة"، وحُكم عليه بـ13 شهراً مع امتيازات خاصة، شملت السماح له بالخروج يومياً لساعات.

ورغم خطورة الاتهامات، ظل إبستين محتفظاً بثروته، وسُجل ضمن مستوى مرتكبي الجرائم الجنسية الأخطر في نيويورك.


إعادة فتح القضية والاعتقال الثاني
عاد الملف إلى الواجهة بعد تحقيق صحفي سلط الضوء على عشرات الناجيات المحتملات. أعادت السلطات الفدرالية فتح التحقيق، واعتقل إبستين في يوليو 2019 في مطار تيتربورو.
وجهت له تهم تتعلق بالاتجار الجنسي بالقاصرين، وتكوين شبكة لاستغلال الفتيات، وهي تهم تصل عقوبتها إلى 45 عاماً.
أشارت وثائق القضية إلى أن جزيرته كانت “ملاذاً للعبودية الجنسية”، وأن إبستين ورفاقه عملوا على منع الفتيات من الهرب.


الوفاة المثيرة للجدل
في يوليو 2019 عُثر على إبستين مصاباً بجروح تشير إلى محاولة انتحار. ثم رُفع عنه الإشراف الخاص، ونُقل رفيق زنزانته قبل يوم من الحادثة دون استبداله، كما تعطلت الكاميرات خارج زنزانته.
وفي 10 أغسطس 2019 وُجد ميتاً شنقاً.
الظروف الغامضة المحيطة بوفاته فتحت الباب أمام نظريات مختلفة، إذ رأى البعض أنه قُتل لإخفاء تورط شخصيات نافذة، بينما أكدت السلطات أنها حالة انتحار.

بعد وفاته اعتقلت صديقته المقربة غيسلين ماكسويل عام 2020 بتهم تتعلق بتجنيد القاصرات وتسهيل استغلالهن. كما كُشف عام 2024 عن آلاف الصفحات من الوثائق التي تضمنت أسماء أكثر من 150 شخصية مرتبطة بالقضية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.


علاقة إبستين بالموساد
نظراً لخلفيته اليهودية وصلاته بعائلة ماكسويل، انتشرت تقارير تشير إلى احتمال ارتباطه بالاستخبارات الإسرائيلية.
صحفيون استقصائيون تحدثوا عن تشابه ملابسات موته مع وفاة روبرت ماكسويل عام 1991، والتي أُثيرت حولها كذلك شبهات.
كما قدم ضابط استخبارات إسرائيلي سابق رواية مفادها أن إبستين وماكسويل الأب عمِلا لصالح الموساد، وأن شبكة علاقاتهما الواسعة استخدمت لجمع معلومات حساسة عن شخصيات عالمية بهدف الابتزاز.
كذلك أظهرت وثائق مسربة أنه قام بدور سري في وساطة بين إسرائيل وكوت ديفوار لتوقيع اتفاق أمني بمساعدة إيهود باراك، فضلاً عن تنسيق رحلات سياسية في أفريقيا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 1