أعلنت السلطات الإسرائيلية يوم الأربعاء عن اعتقال عدد من الإسرائيليين، بينهم خمسة عسكريين من الجيش النظامي والاحتياط، على خلفية تورطهم في تهريب أسلحة من جنوب سوريا إلى إسرائيل عبر شبكات إجرامية في الشمال. العملية المشتركة جاءت بمشاركة الجيش، الشرطة، وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، في خطوة وصفها البيان الرسمي بأنها تهدف إلى مكافحة التهريب وحماية الأمن الداخلي.
وفق البيان المشترك، فقد كان المتورطون، الذين شملهم التحقيق، يقومون بنقل أسلحة متنوعة عبر الحدود إلى إسرائيل، قبل إيصالها إلى عناصر إجرامية تقيم في شمال البلاد. وأشار البيان إلى أن التحقيقات كشفت عن إدخال أسلحة غير معتادة ضمن نطاق الشبكة، منها متفجرات وصواريخ آر بي جي وبنادق هجومية وذخيرة بكميات كبيرة، ما يمثل تهديدًا واضحًا للأمن العام الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، أكد الجيش أن قواته نفذت الشهر الماضي عملية ليلية أسفرت عن ضبط عشرات الأسلحة واعتقال ثلاثة سوريين يشتبه بتورطهم في تهريب أسلحة من جنوب سوريا، دون الإفصاح عن المواقع الدقيقة. وقد أحيل جميع المتهمين للتحقيق لدى جهاز الأمن العام الإسرائيلي، حيث يواصل المحققون جمع الأدلة والتأكد من جميع تفاصيل العمليات.
يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوترات على الحدود بين سوريا وإسرائيل بعد الإطاحة بنظام الرئيس السوري السابق في أواخر عام 2024، والتي شهدت توغلات متكررة للجيش الإسرائيلي في القرى الجنوبية، رغم التزام دمشق باتفاقية فصل القوات لعام 1974. وتشير المصادر إلى أن إسرائيل ترى في هذه التوغلات وسيلة لضمان سيطرتها على الحدود الجنوبية ومتابعة أي تهريب للأسلحة أو الذخائر، وسط استمرار عمليات القصف الجوي التي استهدفت مواقع عسكرية ومدنية في سوريا خلال الأشهر الماضية.
وتمتلك إسرائيل منذ عام 1967 السيطرة على هضبة الجولان السورية، في منطقة استراتيجية تمتد على الحدود مع جنوب سوريا، وهو ما يجعل المنطقة حساسة للغاية على الصعيد الأمني والعسكري. وفي الوقت ذاته، تواصل دمشق وتل أبيب المفاوضات بوساطة أمريكية للتوصل إلى اتفاق أمني حول المنطقة، في ظل استمرار الخلافات على الحدود والسيادة.
ويأتي كشف السلطات الإسرائيلية عن الشبكة الأخيرة كتحذير واضح من محاولات التهريب المنظمة للأسلحة، والتي قد تهدد الأمن الداخلي، خاصة مع ضلوع عناصر من الجيش الإسرائيلي نفسه في هذه العمليات. ويؤكد ذلك حجم التحديات التي تواجه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في مراقبة الحدود الجنوبية والسيطرة على شبكات التهريب العابرة للحدود.