لماذا أُلغي لقاء المبعوث الأمريكي مع حماس في إسطنبول؟

2025.11.19 - 02:54
Facebook Share
طباعة

ألغيت، اليوم الأربعاء، اللقاء المقرر بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووفد حركة حماس برئاسة خليل الحية في إسطنبول، عقب ضغوط وانتقادات إسرائيلية واسعة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية.

وأشارت صحيفة "إسرائيل هيوم" إلى أن الاجتماع أُلغي بسبب المخاوف الإسرائيلية من أن اللقاء قد يشكل اعترافًا بمكانة حماس ويُعقد الانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات بشأن قطاع غزة، كما ذكر موقع "وللا" أن بعض الجهات في إسرائيل اعتبرت الاجتماع قد يضعف موقف الدولة أمام المجتمع الدولي ويصعب تمرير الخطوات المقبلة في المفاوضات.

وكان من المقرر أن يناقش ويتكوف والحية المرحلة الثانية من اتفاق غزة، في لقاء كان يُعد الثاني من نوعه بين الرجلين، بعد لقائهما الأول في توقيع اتفاق شرم الشيخ في مصر في 9 أكتوبر الماضي ويأتي الإلغاء في وقت تتصاعد فيه المخاوف الإسرائيلية من "الكيمياء" الشخصية بين الطرفين، حيث يشير الإعلام العبري إلى أن التجربة الإنسانية المشتركة بينهما، بما في ذلك فقدان أبنائهما، قد تؤثر على سير المفاوضات.

وطعلق جاريد كوشنر، خلال برنامج "60 دقيقة" على شبكة سي بي إس، بأن النقاش بين ويتكوف والحية حول أبنائهما تحوّل من إطار تفاوضي بحت إلى تجربة إنسانية شخصية، ما قد يؤدي إلى إظهار نوع من الضعف أو التعاطف المتبادل بين الطرفين، وهو ما أثار مخاوف الإسرائيليين من التأثير على المفاوضات الرسمية.

توضح التطورات الأخيرة تعقيد المسار السياسي حول قطاع غزة، حيث تسعى الإدارة الأمريكية إلى دفع المفاوضات قدماً، بينما تواصل إسرائيل ممارسة ضغوطها لمنع أي خطوة قد يُنظر إليها على أنها تمنح حماس المزيد من الشرعية أو النفوذ ويؤكد محللون أن التوازن بين الضغط السياسي والمصلحة الأمنية الإسرائيلية سيستمر في تحديد شكل أي لقاءات مستقبلية، وسط استمرار الحاجة إلى الاتفاق على المرحلة التالية من خطة تسوية قطاع غزة.

الوقائع الأخيرة في إسطنبول تسلط الضوء على ضعف المفاوضات، وتعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها الأطراف الإقليمية والدولية لتحقيق تقدم ملموس، في ظل الضغوط الداخلية والخارجية المتزامنة، وضرورة الحفاظ على موازنة المصالح السياسية والأمنية دون التأثير على استقرار المنطقة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10