كشفت منصة "سمكس" (SMEX) المتخصصة في دعم وتعزيز السلامة الرقمية في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، ومقرها بيروت، عن تفاصيل تطبيق مثير للقلق يُدعى "أب كلاود" (AppCloud)، وهو تطبيق مثبت بشكل افتراضي في هواتف سامسونغ "غلاكسي"، وتحديداً ضمن سلسلتي A وM المنتشرتين بكثافة في المنطقة.
يظهر "أب كلاود" كتطبيق أساسي غير قابل للإزالة، كما أن سياسة الخصوصية الخاصة به غير متاحة على الإنترنت، في حين لا توجد للمستخدم أي إمكانية لإيقافه أو منعه من العمل في الخلفية. ورغم أن وجود تطبيق افتراضي كهذا بحد ذاته يُعد أمراً مقلقاً، فإن مصدر الخطر الحقيقي يتجسد في هوية الجهة التي تقف وراءه. فقد وجد فريق "سمكس" أن التطبيق مرتبط بشركة "أيرون سورس" (ironSource) الإسرائيلية، والتي أصبحت لاحقاً جزءاً من شركة "يونتي" (Unity) الأميركية. وتشتهر "أيرون سورس" بجدل واسع حول أساليبها في جمع بيانات المستخدمين دون الحصول على موافقة واضحة منهم.
ورغم أن "سمكس" كانت قد نبهت إلى خطر التطبيق منذ فبراير/شباط الماضي، فإن القضية اكتسبت زخماً أوسع بعد تغريدة من حساب "إنترناشونال سايبر ديغست" (International Cyber Digest) على منصة "إكس"، تحدثت عن وجود برنامج تجسس إسرائيلي غير قابل للإزالة على أجهزة سامسونغ، وقد حققت التغريدة أكثر من 7.4 ملايين مشاهدة، مما ضاعف المخاوف لدى المستخدمين في المنطقة.
ويُنظر إلى التطبيق على أنه يشكّل تهديداً كبيراً لخصوصية مستخدمي هواتف سامسونغ في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا. ولا تتوقف المخاوف عند حدود جمع البيانات السرية، بل تتعداها إلى الجوانب القانونية والأخلاقية المرتبطة بارتباط التطبيق بشركة إسرائيلية، خصوصاً أن عمل الشركات الإسرائيلية محظور في العديد من دول المنطقة. ومع ذلك، تواصل سامسونغ تثبيت التطبيق بشكل تلقائي على أجهزتها دون تقديم أي تفسير واضح بشأن طبيعة البيانات التي يجمعها أو كيفية حذفه.
ما هو "أب كلاود" وكيف ظهر على هواتف سامسونغ؟
يأتي التطبيق بحجم يقارب 30 ميغابايت، ويعمل كبوابة لتثبيت تطبيقات أخرى على الهاتف. فهو يراقب التطبيقات التي يستخدمها الشخص واهتماماته وأنماط سلوكه، ثم يقترح تطبيقات أو ألعاباً يعتقد أنها مناسبة له. إلا أن باحثين في مجال الخصوصية كشفوا أنه يتجاوز دوره الظاهري ليعمل كنظام شامل لجمع البيانات، بما في ذلك معلومات الجهاز، والموقع الجغرافي، وحتى البيانات البيومترية.
وقد وجد التطبيق طريقه إلى هواتف سامسونغ في منطقتنا بعد توسع الشراكة بين "سامسونغ" وشركة "أيرون سورس" عام 2022، ما جعله جزءاً من حزم التطبيقات المثبتة مسبقاً في فئات A وM.
المشكلة الأكثر خطورة في "أب كلاود" أنه يبدأ في محاولة تثبيت تطبيقات إضافية دون منح المستخدم فرصة عادلة للرفض، بينما يمنح الأولوية للتطبيقات التي تحقق أرباحاً مالية للشركة بدلاً من تحسين تجربة المستخدم. لذلك، ينظر إليه الكثيرون باعتباره برمجية زائدة تؤثر على الجهاز أكثر مما تقدم خدمة حقيقية.
وما يزيد الأمر تعقيداً أن التطبيق غير قابل للحذف بالطرق التقليدية. ولإزالته، يجب كسر حماية الهاتف والوصول إلى صلاحيات الجذر، وهي عملية معقدة جداً وقد تتسبب بتلف الجهاز إذا لم تُنفذ بحذر شديد من قبل مختص.
وحتى الآن، لم تُصدر سامسونغ أي تعليق على الانتقادات المتصاعدة، رغم تجدد الجدل حول التطبيق. وهذه ليست المرة الأولى التي يُثار فيها الموضوع؛ ففي منشور قديم على منصة "ريديت" (Reddit) قبل عامين، تحدث أحد المستخدمين عن مشكلة تثبيت تطبيقات دون إذنه، وقال إنه تواصل مع "غوغل" و"سامسونغ" دون أن يتلقى أي توضيح، قبل أن يكتشف أن المشكلة كانت ناجمة عن "أب كلاود".