عين الحلوة تحت النار واليونيفل تتحرك

2025.11.19 - 08:23
Facebook Share
طباعة

 
شهد مخيم عين الحلوة ليلة دامية بعدما ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروّعة أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 22 شهيداً، في واحدة من أكثر الهجمات دموية على المخيم منذ سنوات. ففي ساعة متأخرة من الليل، أطلقت طائرة حربية إسرائيلية ثلاثة صواريخ باتجاه محيط مسجد خالد بن الوليد، مستهدفة سيارة داخل «هنغار» ملاصق للمسجد، ما أدى إلى انفجارات متتالية تسببت في مجزرة واسعة امتدت آثارها إلى داخل المسجد وخارجه.

ووفق مصادر محلية، كان عدد من عناصر حركة «حماس»، وبينهم عناصر في الكشافة، داخل المسجد خلال تجمع داخلي. وما إن خرجوا باتجاه الهنغار قبل لحظات من وقوع الاستهداف، حتى أصابت الصواريخ السيارة مباشرة، فتناثرت الشظايا في أرجاء المكان المكتظ بالمارة والمصليّن والسكان. ووقعت أعداد كبيرة من الضحايا بين الشهداء والجرحى في محيط المسجد، وفي المرآب المجاور، إضافة إلى إصابات داخل المنازل المحيطة بالمنطقة التي تُعد من أكثر مربعات المخيم ازدحاماً.

وردّت حركة «حماس» على مزاعم الاحتلال بأن الموقع المستهدف كان "مجمع تدريب"، مؤكدة في بيان أنّ هذه الادعاءات ما هي إلا محاولة لتبرير "الجريمة الجديدة" والتحريض على المخيمات الفلسطينية وسكانها. كما استنكرت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الاعتداء الوحشي، وأعلنت الإضراب الشامل والحداد العام في مخيم عين الحلوة. بدورها، أعلنت اللجان الشعبية في جميع المخيمات الفلسطينية أن يوم غد سيكون إضراباً عاماً رفضاً للعدوان وتضامناً مع الضحايا.

في موازاة ذلك، شهد الجنوب اللبناني يوماً استثنائياً في بلدتي حولا ومركبا، بعدما نفذت قوات الـ«يونيفل» عمليات ميدانية غير مسبوقة. فقد انتشر عناصر من الوحدتين الإسبانية والنيبالية في وادي السلوقي وصعوداً نحو وسط البلدتين وأطرافهما، مع تركيز خاص على الأودية والمناطق الوعرة. وخلافاً للوتيرة المعتادة، نفذت القوات الدولية منذ ساعات الصباح الأولى دوريات تفتيش ورصد شملت للمرة الأولى الأحياء السكنية، ودخلت عدداً من المنازل غير المأهولة التي كانت سابقاً أهدافاً للغارات الإسرائيلية.

ويأتي هذا التطور رغم رفض الجيش اللبناني في وقت سابق طلباً أميركياً عبر «الميكانيزم» لتفتيش ممتلكات ومنازل خاصة بناءً على مطالب إسرائيلية. إلا أنّ مصادر متابعة أكدت أن عدداً من المطالب الإسرائيلية قد يجد طريقه إلى التنفيذ قريباً، سواء عبر لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار أو عبر الـ«يونيفل»، في ظل سعي بعض الدول الأوروبية إلى تمديد مهمة قوات حفظ السلام حفاظاً على نفوذها في المنطقة، وهو ما يستدعي –وفق تلك المصادر– إرضاء الولايات المتحدة وإسرائيل.

وتشير المعلومات إلى أنّ مسؤولين لبنانيين تبلّغوا في الأيام الماضية رفض الاتحاد الأوروبي تمويل تشكيل «يونيفل أوروبية»، فيما يعمل مسؤولون فرنسيون وإيطاليون وإسبان، وهي الدول الأكثر مساهمة في القوات الدولية من حيث العدد، على الدفع باتجاه تعديل جوهري في مهام وصلاحيات الـ«يونيفل» بما ينسجم مع رؤية واشنطن وتل أبيب. وتوضح المصادر أن هذه الدول تخشى البدائل المطروحة في حال تعثّر التوافق على مستقبل القوات الدولية، وبينها احتمال إنشاء ميليشيا محلية بديلة بعد اهتزاز ثقة الولايات المتحدة بالجيش اللبناني، أو حتى العودة إلى سيناريو انتشار قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب.

بهذا المشهد، يقف الجنوب اللبناني أمام مرحلة حساسة تتقاطع فيها دماء الضحايا في المخيمات مع تغيّرات محتملة في قواعد الاشتباك ومهمات القوات الدولية، ما يجعل الأيام المقبلة مفتوحة على تطورات قد تكون مفصلية في مسار المواجهة الجارية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3