بعد 12 عاماً… دمشق تضبط أبرز مجرمي نظام الأسد في مجزرة التضامن
أعلنت وزارة الداخلية السورية، الثلاثاء، عن اعتقال أسعد شريف عباس، الملقب بـ"أبو كامل"، أحد المتورطين الرئيسيين في مجزرة حي التضامن جنوب دمشق، التي وقعت قبل أكثر من 12 عاماً خلال حكم النظام السوري السابق وأوضح قائد الأمن الداخلي في دمشق، العميد أسامة محمد خير عاتكة، أن الاعتقال تم بعد متابعة دقيقة ورصد مستمر، وتمت إحالة عباس للجهات القضائية لاستكمال التحقيقات تمهيداً لمحاسبته قانونياً.
التحقيقات الأولية تشير إلى مشاركة عباس في تنفيذ المجزرة إلى جانب ضباط وشبيحة تابعين للنظام السابق، وضلوعه في اعتقالات وقتل وسلب منازل المدنيين في الحي نفسه ويأتي هذا الاعتقال بعد اعتقالات سابقة في فبراير/شباط 2025 شملت ثلاثة أشخاص آخرين متورطين في المجزرة نفسها، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 500 مدني دون محاكمة، وفق مدير أمن دمشق المقدم عبد الرحمن الدباغ.
ويُذكر أن حي التضامن شهد واحدة من أكثر المجازر فظاعة خلال سنوات الحرب السورية. فقد وثّق تسجيل مصور عام 2022 عمليات إعدام جماعية نفذها عناصر النظام بحق المدنيين، تضمنت اعتقالهم وتعصيب أعينهم ثم إطلاق النار عليهم داخل حفرة جماعية أُحرقت لاحقاً وأظهرت التقارير الحقوقية أن المجزرة كانت جزءاً من حملة أوسع نفذت خلالها العديد من الإعدامات الميدانية ضد المدنيين وسلب ممتلكاتهم.
خلال حكم النظام السابق، لم تُتخذ إجراءات قضائية فعّالة في هذه الملفات، وظلت مغلقة حتى سقوط النظام في ديسمبر/كانون الأول 2024، حين بدأت السلطات الجديدة فتح التحقيقات وملاحقة المتورطين ويُتوقع أن يسهم اعتقال عباس في كشف مزيد من التفاصيل حول هوية الضباط والعناصر المشاركين في المجزرة، وسط دعوات حقوقية لتوسيع التحقيقات وضمان محاسبة جميع المسؤولين.
وتعكس الخطوة اهتمام السلطات الجديدة بمعالجة ملفات الانتهاكات السابقة، وإشارة إلى استمرار الجهود لتطبيق العدالة بعد سنوات من الإفلات من العقاب، مع احتمالية توسيع نطاق الاعتقالات لتشمل كل من تورط في الانتهاكات ضد المدنيين خلال الحرب السورية في مناطق متعددة.
