خفايا استنفار البقاع: كيف تتعامل لبنان وسوريا مع تمدد فلول داعش

2025.11.18 - 05:34
Facebook Share
طباعة

يتصاعد التوتر على الحدود السورية – اللبنانية بالتزامن مع العمليات العسكرية التي تنفذها القوات السورية ضد فلول تنظيم "داعش" في العمق، ما انعكس مباشرة على مناطق البقاع الشمالي، خصوصاً بعلبك والهرمل، حيث رفع الجيش اللبناني مستوى الاستنفار تحسباً لأي محاولة تسلل عبر الجرود. ويأتي هذا التطور في وقت تشير فيه مصادر لوسائل إعلام محلية إلى أن الحدود تشهد حركة مراقبة غير اعتيادية منذ أيام.

وتلاحق القوات السورية خلايا التنظيم في البادية ومحيط القلمون الغربي، في إطار عمليات تهدف إلى إغلاق المنافذ التي يمكن أن يستخدمها تنظيم داعش للتسلل نحو المناطق الجبلية المحاذية للبنان وتفيد المصادر بأن “داعش” انتقل إلى تكتيكات تعتمد على هجمات محدودة تستهدف نقاطاً نائية وخطوط إمداد، ما خلق ضغطاً مضاعفاً على الشريط الحدودي.

هذا الوضع دفع الجيش اللبناني إلى تعزيز نقاطه الأمامية في جرود عرسال والهرمل، وإلى رفع جهوزية وحداته المنتشرة على طول الحدود الشرقية.
فإن التهديدات المحتملة تتمثل خصوصاً بمحاولات تسلل فردي أو عبر مجموعات صغيرة، وهو ما يستدعي مراقبة مستمرة وتعاملاً سريعاً مع أي حركة مشبوهة في المناطق الوعرة.

ويشير الخبراء الأمنيون إلى أن الضغط السوري على معاقل التنظيم يدفعه للبحث عن ممرات بديلة، وأن أي ثغرة في الجرود قد تمنح عناصره فسحة للتحرك أو إعادة التموضع.
على الرغم من التعقيد السياسي بين دمشق وبيروت، يؤكد الخبراء أن التنسيق غير المباشر وتبادل المعلومات يبقى ضرورياً في المرحلة الراهنة، لأن التهديد الإرهابي لا يتقيد بالحدود السياسية ولا يتوقف عند الاعتبارات الداخلية في كل بلد.

وبين استنفار الجيش اللبناني وتقدم العمليات السورية، تبقى منطقة البقاع الشمالي على خط التماس الأول.
يُجمع المراقبون على أن المرحلة تتطلب استراتيجية واضحة للحدود تمنع أي اختراق محتمل، وتحافظ على الاستقرار في مناطق لطالما تحملت عبء التوترات الإقليمية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 6