تعرضت منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، الخاضعة جزئيًا لسيطرة القوات الروسية، لهجوم أوكراني واسع استهدف محطات الطاقة الرئيسية، في تصعيد جديد ضمن الحرب المستمرة بين الطرفين. وقد وصف الرئيس الذي عينته موسكو في الأجزاء الواقعة تحت سيطرتها من دونيتسك، الهجوم بأنه «غير مسبوق»، مشيرًا إلى أنه ألحق أضرارًا كبيرة بمحطتين للطاقة الحرارية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من البلدات الواقعة في المنطقة.
وذكر المسؤول المحلي، دينيس بوشيلين، عبر حسابه على تطبيق تليغرام، أن الهجوم تسبب أيضًا في توقف خزانات التسخين ومحطات تنقية المياه التابعة للمحطتين، وأن فرق الطوارئ تعمل حاليًا على إعادة تشغيلها واستعادة الإمدادات الأساسية للسكان. وأضاف أن الهجوم أدى إلى انقطاع الكهرباء عن نحو 500 ألف شخص في مناطق عدة، وفقًا لتقييم أولي يوم الاثنين.
وتأتي هذه الضربات في سياق تكثيف الجيش الأوكراني لهجماته باستخدام المسيّرات والصواريخ بعيدة المدى على محطات الطاقة والبنية التحتية في المناطق التي تسيطر عليها روسيا في دونيتسك. وتهدف كييف من هذه الهجمات إلى تعطيل الخدمات اللوجستية العسكرية للروس، وتقويض قدرتهم على استمرار العمليات القتالية في المنطقة.
وأكدت مصادر روسية أن الدفاعات الجوية تمكنت من اعتراض جزء كبير من المسيّرات الأوكرانية، ما منع وقوع أضرار أكبر، وأن القوات الروسية أسقطت أو دمرت نحو 31 مسيّرة أوكرانية خلال الليل، وفق ما أوردته وزارة الدفاع الروسية. وأوضحت السلطات أن عمليات الاعتراض شملت الهجمات المتزامنة على محطات الطاقة والمرافق الحيوية الأخرى.
ويعكس هذا التصعيد استمرار استراتيجية أوكرانيا في استهداف البنية التحتية الحيوية كوسيلة ضغط على موسكو، في محاولة لتعطيل القدرة العسكرية وإضعاف سيطرتها على المناطق الشرقية. وتؤكد تقارير محلية أن الانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه يؤدي إلى صعوبات متزايدة للسكان المدنيين، خاصة مع الظروف المناخية القاسية التي تواجه المنطقة.
من جهتها، تبقى موسكو ملتزمة باستعادة السيطرة على البنية التحتية الحيوية وتأمين الخدمات الأساسية، في ظل الهجمات المستمرة، حيث تعمل فرق الطوارئ بشكل مكثف على تشغيل المحطات المتضررة وإعادة تزويد السكان بالكهرباء والمياه. وفي الوقت ذاته، تتواصل عمليات الرصد والتصدي لأي تحركات أوكرانية محتملة على طول الخطوط الأمامية.
يُظهر هذا التصعيد الأخير كيف أن الحرب في شرق أوكرانيا لم تقتصر على الاشتباكات المباشرة بين القوات، بل توسعت لتشمل استهداف البنية التحتية الأساسية، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني ويضاعف المعاناة اليومية للسكان المدنيين. ويُتوقع أن تستمر هذه الهجمات مع استمرار الصراع، في ظل عدم وجود أي بوادر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وبناءً على ذلك، تظل مناطق دونيتسك وريفها عرضة للمزيد من الضربات الجوية والهجمات بالمسيّرات، في وقت تتصاعد فيه الحاجة إلى تدخلات سريعة لإعادة تأهيل البنية التحتية وضمان استمرار الخدمات الأساسية للسكان المحليين، مع استمرار الاعتراضات الروسية للحد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.