استيلاء إسرائيلي جديد على أراضي يارون

رامي عازار

2025.11.18 - 08:50
Facebook Share
طباعة

 تشهد بلدة يارون في القطاع الحدودي الجنوبي تطوراً ميدانياً خطيراً، بعدما تبيّن أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استولت على مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية خلال استمرارها في تنفيذ مشروع الجدار الإسمنتي الذي تعمل عليه منذ أشهر بين بلدات عيترون ويارون وصولاً إلى مارون الراس. فبعدما كان الجيش اللبناني قد أكد، في عمليات التحقق الميداني السابقة، أن الجدار المشيّد يقع على تخوم الخط الأزرق دون أي خرق مباشر للأراضي اللبنانية في البلدات الثلاث، طرأت معطيات جديدة قلبت المشهد.

مصدر مطّلع كشف أن الاحتلال استولى فعلياً في بلدة يارون على مساحة تُقدّر بحوالي أربعة آلاف ومئة متر مربع من الأراضي الواقعة جنوب الخط الأزرق، أي داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما اعتُبر تجاوزاً خطيراً؛ خصوصاً أن المسح النظري الأولي الذي أعدّه الجيش كان يشير إلى خرق لا يتجاوز 250 متراً فقط. إلا أن خبراء طوبوغرافيين من الجيش، وعقب معاينة المنطقة من بُعد، توصلوا إلى أن المساحة المصادرة تتجاوز أربعة دونمات كاملة، ما يضع ما يجري في إطار واضح من المحاولة المنظمة لفرض أمر واقع حدودي جديد.

هذا التطور ترافق أيضاً مع توترات إضافية في بلدة عيترون التي تلقت بلديتها، صباح أمس، بلاغاً رسمياً من الجيش اللبناني يفيد بأن العدو الإسرائيلي يعتزم قصف موقع موضعي داخل البلدة، من دون تحديد زمان التنفيذ أو مكانه. هذا التحذير المفاجئ أثار حالة من الإرباك بين السكان، ودفع الإدارة البلدية إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية، شملت التواصل مع إدارات المدارس التي سارعت بدورها إلى اتخاذ تدابير احترازية لتأمين السلامة العامة، وسط مخاوف من احتمالات الاستهداف.

وبينما اختار عدد من الأهالي التزام منازلهم، فضّل آخرون مغادرة البلدة حتى جلاء الموقف أو تنفيذ التهديد المحتمل. إلا أن ساعات النهار مضت من دون حدوث أي قصف مباشر، باستثناء الاستهدافات المدفعية الروتينية التي طالت الأطراف الشرقية للبلدة، إضافة إلى التحليق المكثف للطائرات المسيّرة الإسرائيلية فوق المنطقة.

ورغم عدم تنفيذ التهديد، أبقت بلدية عيترون بيانها التحذيري من دون تعديل، مؤكدة ضرورة التزام الحيطة والحذر بانتظار اتضاح الصورة الأمنية. كما لم تصدر إدارات المدارس، حتى ساعة متأخرة ليلاً، أي قرار بشأن استئناف التدريس في اليوم التالي، وسط ضبابية الوضع واتساع مساحة القلق الشعبي.

في المقابل، أكد مصدر مطلع أن رواية التهديد الإسرائيلي تشوبها التباسات كبيرة تجعلها «غير دقيقة بالكامل»، إلا أنه شدد في الوقت نفسه على أن «الاطمئنان لإسرائيل غير ممكن»، سواء أكان التهديد مبنياً على معلومات حقيقية أم لا. وأضاف أن ما جرى—سواء كان رسالة مباشرة أو مجرد ضغط نفسي—يأتي ضمن سياسة إسرائيلية مستمرة لفرض حالة من التوتر الدائم على الخط الحدودي، بالتزامن مع محاولات التوسع الميداني كما حصل في يارون.

وبذلك، يبدو المشهد في القرى الحدودية مرشحاً لمزيد من التصعيد، في ظل استمرار الاحتلال بتغيير المعالم الميدانية وتوسيع نقاط السيطرة، مقابل إجراءات استنفار وقلق في صفوف الأهالي والبلديات، وانتظار موقف رسمي نهائي من الجيش اللبناني بشأن حجم وتداعيات الخرق الحاصل جنوب الخط الأزرق.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 10