شهدت الأراضي الفلسطينية، مساء اليوم الاثنين، تصعيداً متزامناً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستعمرين، تركز في قطاع غزة، الضفة الغربية، ومحيط القدس، ما أسفر عن إصابات بين المدنيين وأضرار مادية واسعة.
في قطاع غزة، أصيب 13 مواطناً على الأقل، بينهم أطفال، بجروح متفاوتة، أحدها حرجة، إثر إلقاء طائرة مسيّرة إسرائيلية لقنبلة على مجموعة من المواطنين في حي الدرج شرق مدينة غزة، بالقرب من مدرسة أسعد الصفطاوي وتم نقل المصابين إلى مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" لتلقي العلاج، وسط حالة من الهلع بين السكان المحليين.
وفي الضفة الغربية، تصاعدت اعتداءات المستعمرين ضد المواطنين وممتلكاتهم، حيث أحرق مستعمرون ثلاثة منازل وثلاث مركبات و"كرفان" في قرية الجبعة جنوب غرب بيت لحم، وتمكن الأهالي من إخماد النيران دون تسجيل إصابات، إلا أن الخسائر المادية كانت جسيمة.
كما شملت الاعتداءات هجمات على بلدة سعير شمال شرق الخليل، حيث أحرق المستعمرون منزلاً ومركبتين، واعتدوا على الأهالي بالهراوات والآلات الحادة، فيما منعت قوات الاحتلال وصول مركبات الإسعاف والإطفاء إلى المنطقة.
كما نفذت قوات الاحتلال اقتحامات واسعة في مناطق عدة، شملت بيت فوريك شرق نابلس، وقري كفر مالك والمدية والمغير غرب وشمال رام الله، بالإضافة إلى مخيم بلاطة شرق نابلس، حيث اعتقلت ثلاثة مواطنين بعد تفتيش منازلهم، واقتحمت قرية زعترة شرق بيت لحم دون تسجيل اعتقالات.
في مخيم الفارعة جنوب طوباس، استشهد الطفل جاد الله جهاد جمعة (15 عاماً) برصاص قوات الاحتلال، وتم منع طواقم الإسعاف من إسعافه.
وفي القدس، واصلت الاعتداءات على التجمعات البدوية، حيث تعرض رعاة أغنام في "أبو غالية" و"العراعرة" شرق المدينة لهجمات بالحجارة من قبل مستعمرين بدعم قوات الاحتلال، ضمن سياسة تهجير ممنهج للتجمعات البدوية، في إطار مخطط E1 الاستيطاني. واعتبرت محافظة القدس أن هذه الاعتداءات المستمرة تشكل تهديداً مباشراً للحياة والاستقرار الاجتماعي والمعيشي لأكثر من 7000 مواطن مقدسي.
كما وثقت جمعية "أطباء لحقوق الإنسان" الحقوقية الإسرائيلية وفاة 94 أسيراً فلسطينياً في سجون الاحتلال خلال العامين الماضيين، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي، مطالبة بتحقيق دولي مستقل لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وحماية الأسرى.
شهد المسجد الأقصى المبارك اقتحام عشرات المستعمرين على شكل مجموعات متتالية، وأداء طقوس تلمودية وجولات استفزازية في باحاته بحماية قوات الاحتلال، ما أثار استياء واسع بين الفلسطينيين.
تتزامن هذه الأحداث مع استمرار اعتداءات متكررة على الممتلكات والحقول الزراعية وموارد الرزق في مختلف المحافظات الفلسطينية، في وقت تحذر فيه السلطات الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية من خطورة الصمت الدولي، الذي يشجع على استمرار الانتهاكات ويزيد من مخاطر تهجير المدنيين القسري.