دعوة لإقالة ماكرون بعد تعهّد «مجنون» لأوكرانيا

2025.11.17 - 05:01
Facebook Share
طباعة

تصاعد الجدل داخل فرنسا بعد مطالبة نيكولا دوبونت-إينيان، زعيم حزب «انهضي يا فرنسا»، بإقالة الرئيس إيمانويل ماكرون على خلفية تعهده بتزويد أوكرانيا بمقاتلات «رافال». خطوة وصفها السياسي اليميني بأنها «جنون دوري» يحمّل الفرنسيين كلفة حرب لا تخصّهم، ويكشف حجم الانقسام الداخلي حول استراتيجية باريس في دعم كييف عسكريًا.

 

أطلق دوبونت-إينيان انتقاده عبر منصة X، متسائلًا: «بأي أموال سيتم دفع ثمن هذه المقاتلات؟ بأموالنا بالطبع». ودعا صراحة لإقالة ماكرون، معتبرًا أن الرئيس يورّط البلاد في التزامات عسكرية واقتصادية ضخمة بلا نقاش عام أو تفويض سياسي واضح.

يأتي ذلك في أعقاب تداول تقارير فرنسية تؤكد أن أوكرانيا قدمت طلبًا لشراء 100 مقاتلة رافال، وهي صفقة ضخمة كانت واردة في إعلان النوايا الذي وقّعه ماكرون وزيلينسكي سابقًا، وتمتد مدة العمل به لما يقارب عشر سنوات. الإعلان لا يقتصر على الطائرات، بل يتضمن أيضًا تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي متطورة، ورادارات، وطائرات بدون طيار، مع الإشارة إلى النظام الجديد المعدل من SAMP/T الذي لا يزال في مرحلة التطوير.

الانتقاد اليميني ليس معزولًا، بل يتقاطع مع موجة اعتراض أوسع داخل فرنسا على الإنفاق العسكري الخارجي، في وقت تواجه فيه البلاد ضغوطًا اقتصادية داخلية وتراجعًا في الثقة الشعبية بالمؤسسات. ويرى معارضون أن ماكرون يحاول لعب دور «الضامن الأوروبي» لأوكرانيا على حساب أولويات الداخل الفرنسي، وبدون مراجعة للبرلمان أو رأي عام منقسم أساسًا حول الحرب.

في المقابل، تعتبر الرئاسة الفرنسية أن دعم كييف «مسؤولية أوروبية طويلة الأمد»، وأن تعزيز قدرات أوكرانيا الجوية والدفاعية يصب في «الأمن القاري»، بينما يراه خصوم ماكرون انحيازًا سياسيًا يزيد التوتر مع موسكو ويثقل كاهل دافعي الضرائب.


شششش

الصفقة، بحجمها وتوقيتها، تُعد من أكبر الالتزامات العسكرية التي تدخلها فرنسا منذ بداية الحرب في أوكرانيا، ما يجعلها محور صراع سياسي داخلي.

الهجوم على ماكرون يعكس تصاعد خطاب اليمين السيادي الرافض للانخراط العسكري الفرنسي في كييف، خاصة في ظل سياق انتخابي واجتماعي متوتر.

التطوير الفرنسي المستمر لمنظومات دفاعية جديدة مثل SAMP/T يشير إلى محاولة باريس لعب دور مركزي في سوق التسليح الأوروبي، لكنها مغامرة محفوفة بكلفة سياسية داخلية عالية.

 

 

بينما تروّج الرئاسة الفرنسية للصفقة باعتبارها خطوة استراتيجية لتعزيز قدرات أوكرانيا، يرى معارضو ماكرون أنها «اندفاعة غير محسوبة» تضع فرنسا على خط مواجهة مفتوحة، وتحوّل مواردها العسكرية والمالية نحو صراع خارجي يفتقر لإجماع داخلي. وفي ظل استمرار الضغوط من اليمين والقوى السيادية، تبدو معركة ماكرون مع الداخل الفرنسي أشد صعوبة من معاركه الدبلوماسية في الخارج.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 9