صحف عبرية: تصاعد هجرة الإسرائيليين بفعل سياسات نتنياهو والعنف في الضفة
تناولت صحف عالمية تعقيدات السياسة الإسرائيلية وأثرها المباشر على الجهود الدبلوماسية، إلى جانب التحديات الأمنية الأوروبية والسياسات الأميركية المثيرة للجدل، في وقت تشهد فيه إسرائيل تصاعدًا في الهجرة الداخلية والخارجية.
كشف تحليل نشرته صحيفة هآرتس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، يشكل العقبة الأكبر أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو ما يعقد أي محاولة لتحقيق اختراق دبلوماسي في الملف الفلسطيني، واعتبر الشركاء العرب للولايات المتحدة أن نتنياهو لن يسمح بأي تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية، وفق تصريحاته العلنية برفض الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، ما يضعف فرص تحقيق تهدئة طويلة الأمد.
أشار التحليل إلى أن حل أزمة مسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العالقين شرق الخط الأصفر الفاصل بين القوات الإسرائيلية وحماس لا يزال بعيد المنال، رغم الوعود الأميركية المقدمة للحركة مقابل إعادة جثمان الجندي الإسرائيلي هدار غولدن، ويعكس تعقيد الملف العسكري والسياسي في جنوب القطاع.
في سياق متصل، أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن نتنياهو كسر حاجز الصمت بشأن تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية، وتعهد باتخاذ إجراءات صارمة ضد المتورطين، إلا أن التراجع الكبير في تحقيقات الشرطة خلال السنوات الثلاث الماضية مقابل استمرار الهجمات على الفلسطينيين يشير إلى خلل أمني داخلي يؤثر على جهود استقرار المنطقة.
نبهت الصحيفة إلى أن هذا العنف جذب انتباه واشنطن وأثار قلق البيت الأبيض، بما في ذلك تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو التي حذرت من تداعياته على جهود السلام في غزة.
على الصعيد الداخلي، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بزيادة حادة في أعداد الإسرائيليين المغادرين البلاد خلال السنوات الأربع الماضية، نتيجة الصراع السياسي والأمني على الاستقرار الداخلي.
سجلت إسرائيل نحو 60 ألف مغادر عام 2022، ارتفع الرقم إلى نحو 80 ألف عام 2023، حسب علماء الاجتماع الإسرائيليين، مما يعكس تزايد القلق لدى المواطنين من المستقبل السياسي والأمني، إلى جانب تأثيره على سوق العمل والمجتمع المدني.
يُظهر هذا الواقع أن السياسة الداخلية والأمنية لإسرائيل تفرض ضغوطًا متزايدة على الجبهة الداخلية والدبلوماسية الخارجية، وأن تصاعد الهجرة والهجمات على الفلسطينيين يعكس توترًا يربك محاولات الاستقرار، في حين يظل البحث عن حلول سياسية وأمنية معقدًا وسط تأثيرات الضغط الدولي والإقليمي.
