مأساة بين المدينة المنورة والهند: حادث مروع يودي بحياة عشرات المعتمرين الهنود
استيقظت السعودية والهند صباح الاثنين على فاجعة إنسانية بعد اصطدام حافلة تقل معتمرين هنود بشاحنة صهريج نفط قرب المدينة المنورة، في حادث وصفته السلطات بأنه من "أكثر الحوادث دموية خلال العام الجاري". وأثار الحادث موجة واسعة من ردود الفعل الرسمية في الهند، وسط تحركات دبلوماسية عاجلة لمتابعة أوضاع الضحايا والمصابين.
تفاصيل الحادث
وقع الحادث المروع في الساعات الأولى من فجر الاثنين، عند نحو الساعة 1:30 صباحًا بتوقيت الهند، بينما كانت الحافلة تقل نحو 40 معتمرًا هنديًا في طريقهم إلى أداء مناسك العمرة.
وبحسب التقارير الأولية، اصطدمت الحافلة بشاحنة صهريج مخصصة لنقل المواد النفطية، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير صعّب عمليات الإنقاذ وزاد من عدد الضحايا.
مصادر محلية أكدت أن قوة الاصطدام أدت إلى تفحم عدد من الجثث، فيما نقل المصابون إلى مستشفيات المدينة المنورة وسط استنفار طواقم الإسعاف والدفاع المدني.
التحركات الرسمية الهندية
أعرب وزير الخارجية الهندي إس. جاي شانكار عن "صدمته العميقة" فور تلقيه التقارير الأولية، معلنًا أن السفارة الهندية في الرياض والقنصلية في جدة باشرتا تقديم الدعم للضحايا وأسرهم، والتنسيق مع السلطات السعودية لمتابعة التحقيقات.
من جانبه، نشر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بيان تعزية أكد فيه وقوف الهند مع أسر الضحايا، داعيًا للمصابين بالشفاء العاجل. وأشار إلى أن المسؤولين الهنود "على تواصل مباشر ومستمر" مع الجهات السعودية لمتابعة الإجراءات الطبية والإدارية.
غرفة عمليات واستجابة عاجلة
أنشأت القنصلية الهندية في جدة غرفة عمليات خاصة لتنسيق جهود الإغاثة، واستقبال اتصالات ذوي الضحايا، وتسهيل الإجراءات المتعلقة بنقل الجثامين أو علاج المصابين.
كما تعمل القنصلية بالتعاون مع السلطات السعودية على تحديث قوائم الضحايا وتحديد الهويات المنزلقة بسبب الحريق الشديد الذي نتج عن الاصطدام.
تسلّط هذه الحادثة الأليمة الضوء على المخاطر التي تواجه الحافلات التي تقل المعتمرين والحجاج، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات السعودية لضمان السلامة المرورية. وبينما تتواصل التحقيقات لمعرفة ملابسات التصادم، تبقى المأساة صدمة مشتركة بين السعودية والهند، وعائلات فقدت أبناءها خلال رحلة روحية كان من المفترض أن تكون آمنة وسلمية.
