الانتهاكات ضد المدنيين في لبنان وغزة واليمن تمثل جزءًا من الواقع المستمر للنزاعات المسلحة في المنطقة، حيث تتفاقم معاناة المدنيين بسبب الحروب المستمرة والاضطرابات الأمنية.
نيكولا فون آركس، المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر، أوضح أن الانتهاكات موجودة منذ سنوات وستبقى، وهو ما يسلط الضوء على محدودية تأثير الجهود الإنسانية التقليدية في الحد من العنف وحماية المدنيين.
الحوار مع الأطراف المتحاربة:
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل عبر حوار ثنائي وسري مع الأطراف المتحاربة، بهدف دفعها لاحترام الحد الأدنى من الإنسانية، على الرغم من صعوبة تقديم أدلة ملموسة على أماكن احترام القانون الإنساني الدولي، يستمر الضغط المستمر والتذكير بالالتزامات الإنسانية كوسيلة لتخفيف آثار النزاعات على المدنيين.
لبنان: الجنوب والبقاع تحت المجهر
الجنوب اللبناني ومناطق البقاع تتعرض لتحديات إنسانية معقدة، مع آثار النزوح والدمار المستمر. زيارة فون آركس إلى هذه المناطق أتاحت الاطلاع على حجم الدمار وشهادات السكان المتضررين، كما سلطت الضوء على قدرة السكان على مواجهة الأزمات رغم صعوبة الظروف وندرة الموارد.
التعاون مع السلطات اللبنانية:
تعزز اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، بما في ذلك رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية، مستوى التعاون بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسلطات المحلية، مع التركيز على إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فعال.
يلعب الصليب الأحمر اللبناني دورًا محوريًا كـ"شريك أساسي" في تنفيذ الأنشطة الميدانية على الأرض.
تبادل الأسرى والأنشطة الإنسانية:
دور اللجنة في تبادل الأسرى يقتصر على التنفيذ بعد التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتحاربة، مع ضمان حيادية وموثوقية الإجراءات تشمل هذه الأنشطة أيضًا عمليات تبادل الرفات في غزة، والتي توضح قدرة اللجنة على الالتزام بدور إنساني محايد.
غزة: مواجهة تحديات مستمرة
أشار نيكولا فون آركس، ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت نشطة في غزة، مع تقديم الدعم الإنساني وسط النزاع المستمر وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة رغم محدودية الموارد، أحدثت جهود اللجنة أثرًا إنسانيًا ملموسًا في حياة السكان، سواء من خلال المساعدات الغذائية أو المالية.
اليمن: أزمة طويلة الأمد وأولوية مستمرة
اليمن يعاني من أزمة إنسانية مستمرة منذ عشر سنوات، تشمل أزمات اقتصادية واجتماعية وتعليمية، بالإضافة إلى ضربات جوية وانقسامات داخلية، أكد تقديم الدعم الطبي والإنساني لليمن، مع التركيز على حماية المدنيين وتعزيز احترام القانون الإنساني الدولي رغم صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.
تحديات مستمرة وأفق مظلم:
الوضع الإنساني في لبنان وغزة واليمن يزداد تعقيدًا مع استمرار النزاعات وتصاعد معاناة المدنيين رغم الجهود المبذولة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية، لا تزال الانتهاكات الإنسانية جزءًا من الواقع، مما يستدعي تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للتدخل، وربما تدخلات دولية عاجلة للحد من الانتهاكات وتحسين قدرة المجتمعات المحلية على مواجهة الأزمات.