مشاورات سعودية–مصرية لتثبيت اتفاق شرم الشيخ

2025.11.14 - 05:53
Facebook Share
طباعة

تكثّف القاهرة والرياض مشاوراتهما السياسية والدبلوماسية في محاولة لتثبيت اتفاق شرم الشيخ والبناء عليه، ضمن جهود أوسع تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتخفيف الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع. ويأتي هذا التنسيق في لحظة إقليمية معقّدة، تُطرح فيها تساؤلات حول مستقبل التهدئة ومشاريع إعادة الإعمار، إضافة إلى التطورات المتسارعة في السودان.

 

اتصال هاتفي… وتوافق على تثبيت اتفاق شرم الشيخ

أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالًا بولي العهد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ناقشا خلاله التطورات الإقليمية، وعلى رأسها غزة والسودان.
وأكد الجانبان دعم الجهود الهادفة إلى تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، باعتباره الإطار الأكثر واقعية لوقف إطلاق النار بصورة دائمة، وتخفيف الضغوط الإنسانية التي يتعرض لها سكان القطاع منذ أشهر.

التنسيق المصري–السعودي، وفق مصادر دبلوماسية، يأتي في سياق تفاهمات أوسع تسعى الدولتان إلى ضبطها بهدف منع الانفجار الإقليمي، خصوصًا مع تباطؤ المسار السياسي وتزايد الانتهاكات الميدانية ضد المدنيين الفلسطينيين.

القاهرة تستعد لمؤتمر إعادة إعمار غزة

الوزير المصري استعرض خلال الاتصال التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، وهو مؤتمر تسعى مصر من خلاله إلى توحيد التعهدات الدولية والإقليمية، ووضع إطار مبدئي لخطة شاملة لإعادة بناء القطاع.

وشدد الوزيران على ضرورة تكثيف الجهود لتخفيف معاناة المدنيين، وخاصةً في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات والإمدادات، الأمر الذي يُفاقم الأوضاع الإنسانية ويعقّد مهمة إعادة الإعمار.

السودان… دعوات لوقف النار ومواجهة «فظائع الفاشر»

تناول الاتصال أيضًا تطورات الأزمة السودانية، حيث أكد الجانبان أهمية:

وقف إطلاق النار فورًا

تهيئة الظروف لعملية سياسية شاملة

الحفاظ على وحدة السودان وسيادته

دعم مؤسساته الوطنية


وأدان عبد العاطي «الفظائع والانتهاكات» الجارية في مدينة الفاشر، داعيًا إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمساندة الشعب السوداني في مواجهة تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية.

تنسيق استراتيجي وشراكة متنامية

أعرب الوزيران عن تقديرهما للمستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات بين مصر والسعودية، مشيرين إلى الزخم المتواصل في الملفات السياسية والاقتصادية والتنموية.
وأكد الطرفان الاستمرار في التنسيق الاستراتيجي لتعزيز الاستقرار الإقليمي، خصوصًا في الملفات التي تُعدّها القاهرة والرياض «حساســة» للأمن القومي العربي، وفي مقدمتها غزة والبحر الأحمر والسودان.

 

تواصل مصر والسعودية لعب دور محوري في إدارة الملف الفلسطيني، سواء عبر جهود الوساطة لوقف إطلاق النار أو عبر دعم المسار الإنساني والإغاثي. وتأتي هذه التحركات في ظل تعثّر المسار السياسي وتعاظم الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، ما يجعل «اتفاق شرم الشيخ» أحد أهم المسارات التي تسعى الأطراف العربية لإعادة تثبيتها.
أما في السودان، فإن تصاعد القتال خصوصًا في إقليم دارفور، يجعل التنسيق العربي ضرورة لمنع تحوّل الأزمة إلى صراع طويل الأمد يهدد الأمن الإقليمي.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 7