مركز أميركي – إسرائيلي ينسق إزالة الأنقاض وتوزيع المساعدات في غزة

2025.11.14 - 03:15
Facebook Share
طباعة

 يواصل مركز التنسيق المدني العسكري (CMCC) الإعلان عن عمليات لإزالة الأنقاض وتوسيع مسارات دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في خطوة تُقدَّم بوصفها مؤشراً على “استعادة الاستقرار” في القطاع. غير أن هذه الجهود تأتي في إطار منظومة تنسيق تقودها الولايات المتحدة من داخل الأراضي المحتلة، ما يثير تساؤلات حول طبيعة هذا الدور وحدود النفوذ الإسرائيلي في التحكم بالممرات الإنسانية بعد عامٍ من الحرب.

فتح مسارات لوجستية تحت السيطرة العسكرية

أفاد المركز أن فرقاً تابعة له، بالتعاون مع منظمة دولية، نفذت هذا الأسبوع عمليات لإزالة الركام من طريق صلاح الدين، وهو الشريان البري الأهم الذي يربط شمال القطاع بجنوبه ويُستخدم لنقل الإمدادات الإنسانية. ويظهر مقطع مصوّر نشره المركز عمليات تطهير واسعة للطريق، في خطوة يُفترض أنها تسهّل تدفق قوافل المساعدات.

إلا أن الطريق نفسه ظل خلال الشهور الماضية خاضعاً لتقطّع الحركة بسبب القيود الإسرائيلية المستمرة على مرور الشاحنات، ما يجعل أي تحسن في تدفق الإغاثة مرتبطاً مباشرة باعتبارات عسكرية وسياسية تتحكم فيها تل أبيب.

40 دولة ومنظمة… لكن القرار بيد واشنطن وتل أبيب

ووفق المركز، فإن أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية تشارك في غرفة التنسيق، بهدف تنظيم توزيع السلع التجارية والمساعدات على المدنيين في غزة. ويعرض هذا الرقم صورة تعاون دولي واسع، لكن الهيكل التشغيلي للمركز – الذي تديره القيادة المركزية الأميركية من مدينة كريات غات داخل إسرائيل – يعكس واقعاً مختلفاً، حيث تظل مفاتيح الدخول والخروج، وخطط التحرك، وإدارة الإغاثة خاضعة بالكامل للاعتبارات الأمنية الإسرائيلية والأميركية.

ارتفاع الشاحنات… دون تغيير في حجم الاحتياج

وأشار المركز إلى أن الشركاء الدوليين نجحوا الأسبوع الماضي في إيصال نحو 800 شاحنة مساعدات يومياً، مقارنة بمتوسط 600 شاحنة في الأسابيع السابقة. ورغم التحسن العددي، يبقى الرقم أقل بكثير من الحد الأدنى اللازم لتلبية احتياجات غزة، إذ تؤكد المنظمات الأممية أن القطاع يحتاج ما لا يقل عن 1200 – 1500 شاحنة يومياً لتعويض الانهيار الكامل في منظومات الغذاء والصحة والخدمات الأساسية.

وتظل عمليات توزيع المساعدات على الأرض صعبة ومعقدة، في ظل غياب سلطة فلسطينية موحدة مخوّلة بالإدارة، واستمرار التدخل الإسرائيلي في مسارات النقل وإجراءات التفتيش، إضافة إلى الفوضى الناجمة عن تدمير البنية التحتية.

CMCC… مركز أميركي داخل إسرائيل لتنفيذ اتفاق وقف النار

ويُعد مركز التنسيق المدني العسكري أحد أهم الأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار، وهو الاتفاق الذي رافق خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة وإعادة ترتيب الوضع الميداني والسياسي في القطاع.

وأُنشئ المركز في 21 أكتوبر 2025، داخل مدينة كريات غات جنوب إسرائيل، بما يجعل الدور الإنساني مرتبطاً مباشرة بالبنية العسكرية الإسرائيلية، ويثير انتقادات فلسطينية ودولية بشأن تحوّل المساعدات إلى ورقة ضغط سياسية تُستخدم لضبط المشهد الميداني بدلاً من معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

 

رغم الإعلان عن “تقدم” في إزالة الأنقاض وتوسيع ممرات الإغاثة، يبقى المشهد في غزة محكوماً بمنظومة أمنية تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث تُدار المساعدات من داخل الأراضي المحتلة وتُضبط حركتها بما يراعي الحسابات السياسية والعسكرية. ومع غياب حل جذري يرفع القيود الإسرائيلية ويعيد القرار الإنساني إلى جهة فلسطينية مستقلة، ستظل كل زيادة في عدد الشاحنات مجرد مسكّن لا يعالج حجم الكارثة ولا يعيد الحياة إلى قطاع محاصر ومدمر.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 6