خطة السنوار في خان يونس تظهر قدرة قيادات حماس على التخطيط الاستراتيجي والتضليل المعلوماتي في مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي، العملية تبرز مهارة الحركة في إدارة تحركات قياداتها ضمن شبكة الأنفاق تحت القطاع، واستخدامها وسائل للبقاء آمنين لفترة طويلة، رغم عمليات البحث المكثفة التي تنفذها القوات الإسرائيلية.
وفق تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو للسنوار وعائلته داخل أحد الأنفاق قبيل "طوفان الأقصى"، وزعم أن الفيديو يوضح مكانه الفعلي.
مع ذلك، ترك السنوار الفيديو عمدًا في السيرفرات بهدف التضليل، وانتقل إلى موقع آمن بعيد عن مناطق البحث النفق كان مجهزًا بكافة المستلزمات الأساسية، من الغذاء والماء والمراتب إلى شاشة بلازما، مما مكن السنوار وعائلته من المكوث فيه والتحرك بحرية ضمن شبكة الأنفاق المعقدة.
السنوار، أحد كبار قادة حماس وسجين سابق لدى إسرائيل، قتل لاحقًا جنوب غزة في أكتوبر 2024 بعد أكثر من عام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجمات الحركة في أكتوبر 2023 استخدامه للشبكة يوضح المعرفة الدقيقة بالتضاريس المحلية واستراتيجية المقاومة التي تعتمد على التخفي وإدارة الموارد ضمن بيئة صعبة.
هذه الواقعة تكشف هشاشة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الأرض رغم التفوق العسكري الكبير، فشلت عمليات الجيش المكثفة في حصر موقع السنوار أو ضبط تحركاته، مما يوضح قدرة الحركة على استغلال نقاط الضعف لدى العدو والتخطيط بعيد المدى لضمان أمن قياداتها.
كما تبرز العملية أهمية المعلومات الدقيقة والتخطيط المسبق، إذ يمكن لقيادات المقاومة استغلال البيئة المحلية والشبكات السرية للتحرك بأمان. تجهيز النفق بالبنى الأساسية وإدارة الموارد يسمح بالتحرك داخل القطاع مع الحد من المخاطر، ما يجعل العمليات العسكرية الإسرائيلية محدودة الفاعلية أمام هذه الأساليب.
تجربة السنوار تمثل مثالًا على قدرة قيادات المقاومة على التفوق التكتيكي رغم الفارق العسكري الكبير، واستمرارهم في إدارة عملياتهم ضمن بيئة محلية معقدة، بما يشمل شبكة أنفاق متشابكة والتحرك وفق خطط محكمة تضمن النجاة وإيصال الرسائل العسكرية والاستراتيجية.