السودان: مأساة الأمن الغذائي تحاصر ملايين المدنيين
الأوضاع الحالية في السودان توضح أزمة غذائية وإنسانية متصاعدة بفعل الصراع المستمر بين القوات المتقاتلة، حيث أصبح المدنيون هم الخاسر الأكبر مع تزايد النزوح الداخلي وتفشي انعدام الأمن الغذائي، يواجه ملايين السودانيين خطر المجاعة، في حين تبقى الجهود الإنسانية عاجزة أمام تعقيدات الواقع الميداني والسياسي، هذه الأزمة تكشف عجز المنظومة الدولية عن فرض ضغط فعال على الأطراف المتنازعة، ما يضع ملايين المدنيين بين خيار النزوح أو مواجهة العنف والجوع مباشرة.
رئيسة البرامج لدى المجلس النرويجي للاجئين في السودان غريس أونجي قالت إن نصف سكان السودان يواجهون انعداما للأمن الغذائي، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار لحماية المدنيين ومنع كارثة إنسانية أشد حدة وأوضحت ضمن فقرة "نافذة إنسانية من السودان" أن عدد النازحين تجاوز 10 ملايين شخص، بينهم مليون و800 ألف نازح في جنوب إقليم دارفور، ومليون و700 ألف في شماله، بينما نزح حوالي 978 ألفاً من وسط دارفور، كما يواجه أكثر من 21 مليون شخص مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي.
المساعدات الإنسانية التي تصل إلى النازحين محدودة، إذ لا يحصل إلا نحو 40% منهم على دعم كافٍ لتأمين حاجاتهم الأساسية، ما يزيد من معاناة النساء والأطفال وكبار السن والفئات الضعيفة النازحون أجبروا على مغادرة منازلهم وتعرضوا للعنف وفصلوا عن أسرهم، مع تسجيل تقارير عن مجازر وعمليات قتل، خصوصاً في إقليمي دارفور وكردفان خلال الشهر الأخير، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدن مثل الفاشر في 26 أكتوبر/تشرين الأول وارتكابها أعمال عنف واسعة بحق المدنيين.
أونجي حذرت من أن السودان يقف على شفير الكارثة الإنسانية، في ظل نقص المساعدات والموارد الأساسية، مؤكدة أن استمرار العمليات القتالية سيؤدي إلى ارتفاع أعداد النازحين وزيادة الضغط على المجتمعات المستضيفة، مع احتمالية فشل بعض النازحين في الوصول إلى الدعم الضروري وشددت على ضرورة تكثيف الضغط الدولي على الأطراف المتنازعة للالتزام بوقف إطلاق النار الفوري وتأمين وصول المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة، مؤكدة أن فشل المجتمع الدولي في التحرك قد يفاقم الأزمة ويهدد ملايين المدنيين بحياة صعبة، البيانات أوضحت أن عدد طالبي اللجوء في السودان ارتفع من 93 ألفاً عام 2015 إلى 881 ألفاً عام 2025، ما يعكس عمق الأزمة وتزايد الضغط على المنظومة الإنسانية.
