غزة بين الركام والشتاء: الدفاع المدني يكشف حجم الكارثة

2025.11.13 - 06:44
Facebook Share
طباعة

لم تنته الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة فعليًا رغم إعلان وقف إطلاق النار، إذ تستمر آثارها بشكل كارثي على أكثر من مليوني مواطن، خصوصًا مع التحديات الكبيرة التي تواجه فرق الدفاع المدني، التي تعمل بإمكانيات محدودة جدًا للتعامل مع تداعيات الحرب.
مهام هذه الفرق تشمل انتشال جثامين الضحايا من تحت أطنان الركام، وهو عمل مستمر منذ بداية الحرب، إضافة إلى مواجهة المخاطر اليومية الناتجة عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، حيث يستمر الاستهداف المتقطع للقطاع وتعرض المدنيين لمجازر متفرقة، ما يجعل الحرب لم تنته فعليًا بالنسبة للسكان والطواقم العاملة على الأرض.
يشير المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إلى أن آثار الحرب تتجاوز الانتهاكات المباشرة لتشمل المخلفات الحربية، إذ سقط نحو 200 ألف طن من المتفجرات على القطاع وما زال حوالي 71 ألف طن منها منتشرًا بين الركام والشوارع، ما يهدد حياة المواطنين بشكل كبير.

النقص الحاد في المعدات والكوادر يزيد من صعوبة التعامل مع هذه الملفات الإنسانية المعقدة، خاصة بعد تدمير أكثر من 60% من معدات الدفاع المدني وقتل الاحتلال لأكثر من 90 عنصرًا من الطواقم أثناء عملهم، ما أجبر الفرق على الاعتماد على أدوات بسيطة وحفر يدوياً لانتشال الجثامين. هذه الظروف تعقد عمليات الإنقاذ وتطيل المدة اللازمة للتعامل مع الكوارث الإنسانية، كما أن عدم السماح بإدخال فرق ومعدات دولية يزيد من حجم الأزمة يضيف بصل أن حلول فصل الشتاء تمثل تهديدًا إضافيًا، إذ إن سقوط الأمطار بشكل كثيف سيؤدي إلى تسرب المياه إلى خيام النازحين ومراكز الإيواء المتضررة، ما قد يفاقم الأزمة الإنسانية ويعرض حياة السكان لمخاطر جسيمة.

المتحدث شدد على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإرسال معدات ثقيلة ووحدات هندسية متخصصة لتسريع إزالة الركام وإعادة تأهيل البنى التحتية، مع تأمين مراكز إيواء آمنة وتحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين، مؤكداً أن التكافل الدولي والمحلي هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح وإعادة الحياة إلى غزة من دون هذه الجهود المشتركة، فإن المعاناة ستستمر وتتصاعد، خصوصًا مع انتشار الذخائر غير المنفجرة التي قد تستغرق عقودًا لإزالتها بالكامل، مما يجعل غزة تواجه كابوسًا طويل الأمد يستدعي استجابة عاجلة وحاسمة من المجتمع الدولي لضمان سلامة المدنيين وإعادة بناء القطاع. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 4