قنبلة موقوتة: تقرير عبري يحذر من جهاز خطير في منازل عشرات الآلاف من الإسرائيليين
شهدت إسرائيل في السنوات الأخيرة انتشار أجهزة استقبال IPTV، وهي اختصار لـ Internet Protocol Television (تلفزيون بروتوكول الإنترنت)، التي توفر تطبيقات لمشاهدة محتوى مقرصن. ويُقدّر عدد الأجهزة النشطة بين 50 ألف و100 ألف جهاز.
تُباع هذه المحولات المقرصنة بأسعار تتراوح بين 300 و400 شيكل (حوالي 100 دولار) في متاجر الإلكترونيات الصغيرة، كما تُعرض بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"إنستغرام" و"تيك توك"، رغم أنها منتجات غير قانونية.
تتيح هذه المحولات بث محتوى مسروق من إسرائيل والعالم عبر قنوات مقرصنة، ومع ذلك تقتصر العقوبات حالياً على البيع والتوزيع، بينما حيازة الجهاز لا يُعاقب عليها.
انتهاكات وخروقات أمنية
تتابع منظمة "زيرا"، المسؤولة عن حماية حقوق النشر نيابة عن أبرز شركات المحتوى الإسرائيلية مثل "يس" و"هوت" و"كيشت" و"تشارلتون" و"آر جي إي"، هذه الظاهرة، ورفعت دعاوى قضائية ضد عدد من الموزعين، وقد غرّمتهم المحكمة بمئات آلاف الشواقل.
وإلى جانب انتهاك حقوق النشر، تحمل هذه الأجهزة مخاطر أمنية كبيرة. فقد كشف تحقيق سري أجرته "زيرا" مؤخراً أن بعض المحولات تُستورد عبر جهات وصفها التقرير بـ"الإجرامية"، منها بعض الجهات في السلطة الفلسطينية، وتُوزع إلى إسرائيل عبر شركات شحن من رام الله ونابلس ومدن أخرى.
وأكدت "القناة 12" العبرية أن أجهزة استقبال تم استيلاء عليها من قبل محققين تابعين للجيش الإسرائيلي وأُرسلت إلى مختبر شركة "تيك تاك تكنولوجيز" لتحليلها.
أظهرت الاختبارات أن الميكروفونات المدمجة قادرة على تسجيل محادثات المستخدمين دون علمهم، كما أن الأجهزة تستطيع الوصول إلى الشبكة الداخلية للمستخدم، بما يسمح لها بفحص أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية المتصلة. كذلك، تقوم هذه الأجهزة بجمع معلومات حول موقع الشبكة والبيانات الشخصية وإرسالها إلى جهات خارجية.
يمكن لهذه الأجهزة أيضاً الوصول إلى الشبكة المنزلية ونقل المعلومات الحساسة إلى خوادم خارجية، وتتبع عادات المشاهدة، واستخراج كلمات المرور والتفاصيل المالية، والتحكم عن بعد في أجهزة البلوتوث، ما يجعلها بمثابة "حصان طروادة" في المنازل.
تصريحات وتحذيرات
قال يوآف زيلبرشتاين، الرئيس التنفيذي لشركة "تيك تاك تكنولوجيز": "درسنا عشرات النماذج لفهم آلية عملها والمخاطر التي تشكلها. هناك عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف من المنازل التي تستخدم هذه الأجهزة دون إدراك حجم الخطر على خصوصياتهم وممتلكاتهم الرقمية."
وأوضح المحامي إران بريزانتي، الشريك في شركة بيرون القانونية، أن استخدام هذه الأجهزة بشكل خاطئ ليس مؤكداً، لكنه احتمال قائم. وفق "زيرا"، تشكل أجهزة الاستقبال المقرصنة تهديداً حقيقياً للإبداع الإسرائيلي بأكمله.
يؤكد التقرير أن استبدال المستهلك لقنوات البث الشرعي بأجهزة مقرصنة يؤدي إلى أضرار اقتصادية مباشرة تشمل شركات الإنتاج، الممثلين، المخرجين، والفنيين العاملين في الصناعة الثقافية، وصولاً إلى صغار المتخصصين في المكياج والتصفيف.
خطوات قانونية
لمواجهة هذه الظاهرة، رفعت "زيرا" دعاوى ضد شركات تكنولوجيا عالمية. ففي مارس الماضي، طالبت "ميتا" بتعويض قدره 2.6 مليون شيكل لإجبارها على منع الإعلانات الخاصة بخدمات IPTV غير القانونية والكشف عن أرباحها.
كما رفعت "زيرا" دعوى ضد "تيك توك" في أكتوبر 2025، متهمة المنصة بتسهيل توزيع المحتوى المقرصن وعدم اعتماد آليات رقابة فعالة، وطالبت بتعويض مماثل قدره 2.6 مليون شيكل.
