أعلنت وزارة الداخلية في دمشق، اليوم الخميس، عن إلقاء القبض على محمود علي أحمد، أحد سجّاني سجن "صيدنايا" سيئ السمعة، بتهم تتعلق بعمليات إعدام ميدانية وتعذيب ودفن جماعي لمعتقلين قضوا تحت التعذيب.
في بيان رسمي نشرته وزارة الداخلية السورية على حسابها في منصة "إكس"، قالت إن وحدات فرع مكافحة الإرهاب في محافظة حلب، بالتعاون مع قيادة الأمن الداخلي، تمكنت من توقيف أحمد بناءً على مذكرة صادرة عن النيابة العامة.
وأضاف البيان أن التحقيقات الأولية أظهرت أن المتهم بدأ خدمته ضمن سرية الحراسة الخاصة بالسجن، قبل أن يُعيَّن كسجّان في ما يُعرف بـ"السجن الأحمر"، حيث شارك في تنفيذ إعدامات ميدانية ونقل جثث معتقلين إلى مقابر جماعية، إلى جانب تورطه في تعذيب عدد من السجناء السياسيين.
الوزارة أكدت إحالة الموقوف إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيق، مشددة على استمرار "الجهود لضمان محاسبة كل من يثبت تورطه في الانتهاكات".
سجن صيدنايا.. الرعب الذي لا يُمحى
سجن "صيدنايا"، الواقع شمال دمشق، يعدّ من أكثر المعتقلات العسكرية شهرة في العالم بسبب الانتهاكات التي ارتُكبت داخله منذ بدايات حكم بشار الأسد.
تصف منظمات حقوقية، منها "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش"، صيدنايا بأنه "المسلخ البشري"، إذ شهد عمليات إعدام جماعية وتعذيب حتى الموت وحرماناً متعمداً من الغذاء والرعاية الصحية.
وفي عام 2017، كشفت تقارير أممية أن النظام السوري أعدم أكثر من 13 ألف معتقل في صيدنايا خلال خمس سنوات فقط، معظمهم من المعارضين السياسيين والمدنيين الذين شاركوا في احتجاجات سلمية.
تأتي خطوة الإعلان عن القبض على أحد سجّاني صيدنايا في وقت تشهد فيه الساحة السورية محاولات لإعادة دمج النظام في محيطه العربي والدولي، بعد سنوات من العزلة والعقوبات.
ويقول محللون إن هذه الحادثة لا يمكن فصلها عن التحولات الإقليمية التي تشهدها دمشق، خاصة بعد تقاربها الأخير مع عدد من الدول العربية، ومحاولاتها كسب شرعية جديدة بعد سقوط نظام الأسد أواخر عام 2024.