مصر.. جدل واسع بعد تصرف مسيء داخل المتحف المصري الكبير والمطالبة بعقوبات رادعة

2025.11.13 - 01:14
Facebook Share
طباعة

أثارت واقعة تصرف غير لائق من قبل فتاة مصرية داخل المتحف المصري الكبير، موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وفتحت النقاش حول ضرورة فرض عقوبات رادعة وتفعيل قوانين حماية الآثار بشكل حاسم.

وفي تصريحات تلفزيونية، أكد عبد الرحيم الريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن ما تم رصده من ممارسات غير مسؤولة يستوجب تعاملًا جادًا وحازمًا للحفاظ على مكانة المتحف الذي يمثل تاريخ مصر وحضارتها الممتدة لأكثر من خمسة آلاف عام. وقال الريحان: "إزاي تقبل أن تشوه معالم جدك بهذه الطريقة؟! يجب أن نحمل مسؤوليتنا أمام التاريخ ونحافظ على آثارنا كما ورثناها".

ممارسات مخالفة تهدد الآثار
وأوضح الريحان أن بعض الزوار حاولوا لمس القطع الأثرية أو التصوير بطريقة مخالفة للقواعد، مما يعرض التحف التاريخية لأضرار يصعب إصلاحها. وأضاف أن إدارة المتحف تتجه لتطبيق مدونة سلوك جديدة للزوار، تشمل قواعد واضحة مثل:

منع لمس التماثيل والفاترينات الزجاجية.

حظر إدخال المأكولات والمشروبات إلى صالات العرض.

منع التصوير غير المصرح به، سواء بالفيديو أو الصوت.

منع الجلوس على القواعد الأثرية أو اتخاذ وضعيات غير لائقة أثناء التصوير.


وأكد أن المخالفين يتم طردهم فورًا، لكنه شدد على أن هذا الإجراء وحده "لا يكفي"، داعيًا إلى فرض غرامات مالية وعقوبات قانونية رادعة وفقًا لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983. وقال الريحان: "المادة 45 من القانون تنص على الحبس لمدة لا تقل عن عام، وغرامة تصل إلى نصف مليون جنيه لكل من يعبث بالآثار أو يتسبب في إتلافها بأي شكل".

التوازن بين العقوبة والتوعية
وشدد الريحان على ضرورة أن تكون العقوبات مصحوبة بحملات توعية ثقافية مكثفة تبدأ من المدارس والجامعات، وتستمر عبر وسائل الإعلام، لترسيخ فكرة أن زيارة المتاحف رحلة تعليمية وثقافية في قلب التاريخ، وليس مجرد ترفيه. وأضاف: "علينا أن نزرع في الأجيال شعور الانتماء للحضارة المصرية وأن نعلمهم أن المتحف مدرسة للأمة".

كما حذر الريحان من الحملات المغرضة التي تشن على المتحف عبر منصات التواصل، سواء بنشر معلومات مغلوطة أو التقليل من قيمة المشروع القومي، داعيًا إلى مواجهتها قانونيًا. وأكد في الوقت نفسه أن المبادئ الأخلاقية والاجتماعية لمصر القديمة، مثل ماعت، تتوافق مع القيم الدينية المعاصرة، بما يعزز أهمية احترام التراث الحضاري.

ردود فعل واسعة على مواقع التواصل
وتسببت واقعة الفتاة في إثارة موجة غضب عارمة بين المصريين، خاصة بعد نشرها مقطع فيديو قصير على "تيك توك" يظهر تصرفاتها غير المسؤولة داخل المتحف. وانتقد نشطاء التصرف، مؤكدين أن احترام الآثار جزء من الهوية الوطنية، وأن أي إهمال أو إساءة يعرض التراث للخطر.


تؤكد هذه الواقعة الحاجة الماسة لتفعيل القوانين بحزم، إلى جانب تعزيز الوعي الثقافي بين الجمهور، لضمان حماية المتحف المصري الكبير من الممارسات المسيئة، والحفاظ على مكانته العالمية كصرح حضاري يعكس روح التاريخ المصري بأبهى صورها.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4