كشف رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، عن عقد اجتماع سري حضره مسؤول إماراتي، وتسليمه للأدلة التي تُشير، بحسب قوله، إلى ضلوع أبوظبي في الأحداث الجارية في السودان، مطالبًا الولايات المتحدة بأن توجه للإمارات رسالة واضحة: "لا للحرب".
خلال حديثه مع الصحفي حسن إسماعيل، نقل البرهان عن مداخلته مع المبعوث الأمريكي إلى أفريقيا، مسعد بولس، قائلاً إن نهج الوساطة الذي يتبعه المبعوث سيؤدي إلى الفشل، مشددًا على أن سقوط مدينة الفاشر لن يضعف الإرادة الوطنية ولن يجعلهم يقبلون بالهزيمة أو التراجع عن القتال لاستعادتها.
وأوضح البرهان أن موقفهم من الوساطة كان واضحًا: "قلنا له إن طريقتكم ستفشل، والطريقة الوحيدة الناجحة هي تبني خارطة الطريق التي قدمناها". وأضاف: "إذا اعتقدتم أن سقوط الفاشر سيدفعنا لقبول هدنة فأنتم مخطئون — سنحارب لاستعادتها".
وبخصوص الاتهامات الموجهة لإمارة أبوظبي، قال البرهان إنّه طلب من الأمريكيين تنظيم لقاء بين قيادات سودانية ومسؤولين إماراتيين، موضحًا أن وزير الدولة الإماراتي شخبوط بن نهيان آل نهيان حضر الاجتماع، حيث عرض الوفد السوداني أمام الحضور الأمريكي 21 ملفًا تحوي معلومات، بحسبه، تثبت دور الإمارات في الحرب. وذكر أن المسؤول الإماراتي لم ينفِ ما قُدم وغادر الاجتماع دون تعليق.
وأضاف البرهان مخاطبًا الولايات المتحدة: "لماذا لا تقولون للإمارات: لا للحرب؟" مشيرًا إلى أن توسع التمرد في الفاشر وتزايد غضب السكان المحليين يزيدان من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق القيادة السودانية.
في سياق متصل، جدد رئيس مجلس السيادة حرص السودان على الحفاظ على شراكته الطويلة مع برنامج الأغذية العالمي، وذلك خلال لقائه نائب المدير التنفيذي للبرنامج، كارلوس كاو، الذي يزور البلاد حاليًا.
من جانبه دعا مفوَّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى تحرك دولي عاجل لوقف "الفظائع المروعة" في الفاشر. فيما قالت مفوضة الشؤون الإنسانية سلوى آدم بنية إن رفع الحصار عن المناطق المحاصرة ضرورة ملحة، وأضافت أن أعداد الأسر النازحة من الفاشر تفوق الأرقام المعلنة — نحو 800 أسرة غادرت المدينة وليس 300 فقط — وما زالت عملية النزوح مستمرة، ما يجعل من الصعب حصر أعداد النازحين بدقة في الوقت الراهن.
وبحسب مصادر عسكرية، استهدفت طائرات القوات المسلحة السودانية، يوم الثلاثاء، "معسكر بليل" التابع لقوات الدعم السريع جنوب شرق نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور.