تقرير عبري: خطة أمريكية سرية بمشاركة مصر لإعادة إعمار رفح

2025.11.12 - 01:04
Facebook Share
طباعة

كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن ما وصفته بـ"اتفاق سري" تقوده الولايات المتحدة بمشاركة مصر، يهدف إلى إطلاق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع تركيز خاص على إعادة إعمار مدينة رفح الحدودية. ويأتي الكشف عن هذه الخطة في أعقاب تسلّم إسرائيل جثة الجندي هدار غولدين من حركة حماس، في خطوة يُعتقد أنها جزء من تفاهمات تمهّد لإعادة ترتيب الوضع في جنوب القطاع.

 

بحسب الصحيفة، فإن الإدارة الأمريكية تستعد لعرض الخطة رسميًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية خلال الأيام المقبلة، ضمن مسعى أوسع للانتقال من مرحلة وقف إطلاق النار إلى مرحلة "إعادة الإعمار المنظم"، الذي تبدأ أولى مراحله في مدينة رفح.

ونقلت معاريف عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع قوله إن "الولايات المتحدة تتصدر المبادرة حاليًا، ورايتها هي إعادة إعمار رفح"، مضيفًا أن واشنطن تضغط بشكل متزايد على حركة حماس لإعادة المحتجزين الإسرائيليين الذين يُعتقد أنهم في أنفاق المدينة، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لبدء عملية الإعمار.

وترى دوائر أمنية إسرائيلية، وفق الصحيفة، أن واشنطن "مصمّمة على المضي قدمًا" في تنفيذ هذه الخطة فورًا، وأن هذا الضغط قد يدفع نتنياهو إلى تأييدها لا من منطلق إنساني، بل من منطلق استراتيجي، إذ تمنح الخطة إسرائيل فرصة لإعادة رسم التوازنات في جنوب غزة من خلال تعزيز الدور المصري المباشر على الحدود.

وتشير معاريف إلى أن القاهرة تُعدّ طرفًا رئيسيًا في التصور الأمريكي، حيث ترى واشنطن أن تمكين مصر من لعب دور محوري في رفح سيمنحها شرعية عربية وإقليمية لإدارة مرحلة "ما بعد الحرب". كما يتيح لإسرائيل – بحسب التقرير – تقليص نفوذ تركيا وقطر، اللتين دعمتا حماس سياسيًا وماليًا على مدار السنوات الماضية.

وتضيف الصحيفة أن تل أبيب تنظر بعين الاهتمام إلى أي تحرك يعزّز الوجود المصري على الحدود، لاسيما أن رفح تُعدّ مركزًا حساسًا تتحرك فيه شبكات تهريب وعصابات محلية مرتبطة بحماس. ويرى مسؤولون أمنيون أن إدارة مصرية مباشرة للمدينة قد تساهم في "تحييد التهديدات الأمنية" وتقليل احتمالات تجدد التوتر على الحدود الجنوبية.

وفي خلفية هذه التحركات، تسعى واشنطن إلى فرض معادلة جديدة في غزة، يكون فيها الدور العربي المعتدل – بقيادة مصر – هو المدخل الوحيد لإعادة الإعمار، في مقابل تراجع دور القوى الإقليمية المنافسة. وتؤكد الصحيفة أن الخطة لا تقتصر على الجوانب الإنسانية، بل تحمل أبعادًا جيوسياسية أوسع تهدف إلى "إعادة هندسة المشهد السياسي والأمني في جنوب القطاع".

 

تزامن الكشف عن هذه الخطة مع إعادة جثمان الجندي الإسرائيلي هدار غولدين، الذي فُقد خلال حرب 2014 في رفح، وهو ما اعتبرته إسرائيل "اختراقًا إنسانيًا" يمكن البناء عليه لتسريع عملية الإعمار. غير أن مراقبين يرون أن التحرك الأمريكي يعكس رغبة واشنطن في ترسيخ حضورها في الملف الفلسطيني، عبر بوابة مصر، وقطع الطريق أمام أي نفوذ تركي أو قطري مستقبلي.

بهذا، تبدو رفح مجددًا في قلب معركة النفوذ الإقليمي، ليس فقط كمدينة مدمرة تحتاج إلى إعادة إعمار، بل كمفتاح استراتيجي لإعادة ترتيب موازين القوى بين إسرائيل وحماس ومصر، في ظل رعاية أمريكية تُخفي وراءها أهدافًا أعمق من مجرد "إعادة البناء".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8