القاهرة تتحرك دبلوماسيًا لاحتواء الأزمة اللبنانية وتأجيل الحسم في ملف سلاح الحزب

2025.11.11 - 03:40
Facebook Share
طباعة

طرحت مصر مبادرة دبلوماسية جديدة تهدف إلى تأجيل ملف نزع سلاح حزب الله في ظل التصعيد المتزايد على الجبهة اللبنانية وتعثّر المساعي الدولية لحصر السلاح بيد الدولة، بحسب ما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية.

ووفق صحيفة معاريف العبرية، فإن القاهرة تمضي في جهودها لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية، بالتنسيق مع فرنسا ودعم خليجي محدود من الكويت وقطر، في محاولة لفرض واقع جديد يُخفّف الضغط الغربي والإسرائيلي على لبنان.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية مطلعة أن رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، عرض خلال زيارته إلى بيروت مبادرة تنص على تأجيل ملف نزع سلاح الحزب إلى حين توافر ظروف داخلية أكثر استقرارًا، مشيرة إلى أن القاهرة "تتفهم" تحفظات حزب الله وترى أنها نابعة من "رغبة في حماية المصالح اللبنانية"، لا من إملاءات خارجية.

وأضافت المصادر أن الملاحظات التي قدمها الحزب قيد الدراسة، وأن مصر تعتبر قضية "حصر السلاح بيد الدولة" عملية معقدة تحتاج وقتًا أطول مما يطالب به الغرب وإسرائيل.

وكشفت معاريف أن المبادرة المعدّلة تركز في مرحلتها الأولى على نزع السلاح في منطقتي جنوب الليطاني ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين، إلى جانب وقف شامل لإطلاق النار، على أن تتابع مصر وفرنسا تفاهمات إضافية مع الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها.

كما أشارت الصحيفة إلى أن هناك مفاوضات سرية مصرية–فرنسية تهدف إلى وضع جدول زمني واضح للانسحاب الإسرائيلي من المواقع التي يحتلها في جنوب لبنان، مقابل التزام لبناني بضبط السلاح تدريجيًا.

واعترفت مصادر مصرية، وفق معاريف، بأن الهدف الرئيسي للمبادرة هو تأجيل القرار الحاسم بشأن سلاح حزب الله، معتبرة أن نزع السلاح في الوقت الراهن قد يُفاقم الأزمة الداخلية اللبنانية، وأن الخيار الواقعي هو تجميد استخدام السلاح ضد إسرائيل مؤقتًا كخطوة أولى نحو الحل النهائي.

وتابعت الصحيفة أن الرياض تُعارض المبادرة المصرية وتطالب بحل فوري وشامل لمسألة السلاح، ما دفع القاهرة إلى المضي قدمًا في مبادرتها دون انتظار دعم سعودي أو إماراتي، معوّلة بدلًا من ذلك على تمويل كويتي وقطري لتعزيز الاقتصاد اللبناني ودعم المبادرة على الأرض.

وترى الدوائر الإسرائيلية أن القاهرة، مدعومة أوروبيًا وخليجيًا جزئيًا، تسعى إلى إعادة تشكيل معادلة الأمن في جنوب لبنان وتقديم بديل واقعي للضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي تطالب بحسم سريع قد يجرّ لبنان إلى فوضى داخلية جديدة.

وفي سياق متصل، كانت المخابرات المصرية قد وجهت تحذيرًا عاجلًا إلى بيروت في 27 أكتوبر من تصعيد إسرائيلي وشيك، وأوفدت وفدًا أمنيًا رفيعًا للتنسيق مع السلطات اللبنانية وتقييم المخاطر.

وقال اللواء أسامة كبير، المستشار في كلية القادة والأركان المصرية، في تصريحات لـRT، إن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تؤكد نيتها "إعادة إشعال الصراع مع لبنان" ومنع تثبيت الهدنة في غزة، موضحًا أن إسرائيل "تحاول عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الهدنة لأنها ستجعلها أكثر استقرارًا".
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5