كنيست الاحتلال يحتفل بالموت: بن غفير يوزّع الحلوى بعد تمرير قانون “إعدام الأسرى الفلسطينيين”

2025.11.11 - 09:54
Facebook Share
طباعة

في مشهدٍ يختصر جوهر العقلية العنصرية التي تحكم الكيان الإسرائيلي، تحوّلت قاعة الكنيست إلى ساحة احتفال بالموت، بعدما قام وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير بتوزيع الحلوى على أعضاء الكنيست، ابتهاجًا بإقرار القراءة الأولى لمشروع قانون يقضي بـإعدام الأسرى الفلسطينيين.

 

وخلال الجلسة التي انعقدت مساء الإثنين، تفجّر توتر حاد داخل الكنيست بعد أن أقدم بن غفير على إخراج علبة حلوى سبق أن أحضرها خصيصًا، وبدأ بتوزيعها على النواب الذين صوّتوا لصالح المشروع، في خطوةٍ وُصفت بأنها استفزاز وقح وإهانة متعمّدة للشعب الفلسطيني، واستهزاء بمعاناة آلاف الأسرى في سجون الاحتلال.

 

المشهد لم يمرّ دون ردّ، إذ اشتبك النائب العربي أيمن عودة مع بن غفير بحدة، قائلًا:

> “أردتم نقلنا، وفشلتم. لهذا السبب أنتم في أزمة أيديولوجية، وتُصابون بالجنون كما تُصابون الآن. يا ثلة الضعفاء، ستهربون، وسيبقى الشعب الفلسطيني، وسينتهي الاحتلال اللعين، وستُقام دولة فلسطين في وجهكم.”

 

كلمات عودة كانت كافية لتفجير غضب أعضاء اليمين المتطرف، وعلى رأسهم تالي غوتليب من حزب الليكود، التي حاولت إسكات النائب العربي، قبل أن تتحول الجلسة إلى صدام لفظي كاد يتطور إلى اشتباك جسدي، تدخل حرس الكنيست لفضّه.


قانون “الإعدام”.. الوجه الحقيقي للفكر الصهيوني

القانون الذي صوّت عليه الكنيست بالقراءة الأولى، يُعدّ من أخطر مشاريع القوانين العنصرية في تاريخ الكيان، إذ يمنح المحاكم العسكرية الإسرائيلية الحق في إعدام الأسرى الفلسطينيين الذين يُتّهمون بتنفيذ عمليات ضد جنود الاحتلال أو المستوطنين.
ويرى حقوقيون أن القانون يمثل تشريعًا رسميًا لسياسة الإبادة التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين منذ عقود، لكنه هذه المرة يخرج إلى العلن في غطاء قانوني فاشي يُشرعن القتل العمد باسم "الأمن".


بن غفير.. وزير الدم والعنصرية

خطوة بن غفير لم تفاجئ أحدًا، فالرجل الذي يوصف داخل إسرائيل نفسها بأنه “وزير الكراهية” لطالما عبّر علنًا عن إعجابه بقاتل المصلين في الخليل باروخ غولدشتاين، ويقود حملة لتشديد القمع ضد الفلسطينيين في الضفة والقدس والسجون.
ويقول مراقبون إن احتفاله بتوزيع الحلوى بعد تمرير القانون يكشف عن انهيار أخلاقي كامل داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية، التي باتت تتباهى بقتل الأسرى بدلًا من احترام القانون الدولي والمواثيق الإنسانية.

 


يرى محللون أن ما جرى في الكنيست ليس مجرد حدث سياسي داخلي، بل فضيحة أخلاقية دولية، تعكس كيف تحوّل النظام الإسرائيلي إلى كيان عنصري مفتوح يتباهى بالقتل، في الوقت الذي يُفترض فيه أن يخضع للمحاسبة على جرائم حربه في غزة والضفة.
كما وصف حقوقيون المشهد بأنه “احتفال بالإبادة” يعبّر عن قسوة غير مسبوقة، داعين المجتمع الدولي إلى إدانة هذا القانون ومحاسبة قادته على التحريض العلني على القتل.

 

فلسطين باقية.. والاحتلال إلى زوال

رغم هذا التصعيد الخطير، يؤكد المراقبون أن الرد الفلسطيني لن يكون قانونيًا فقط، بل ميدانيًا وشعبيًا، إذ يُتوقع أن تشهد الأراضي المحتلة موجة غضب جديدة رفضًا للقانون الإجرامي.
كما يرى كثيرون أن تصرّفات بن غفير تعكس حالة الهلع داخل الكيان بعد فشل جيشه في حسم المعارك في غزة ولبنان وسوريا، ولجوئه إلى الانتقام من الأسرى كوسيلة لتغطية عجزه أمام المقاومة.

 


ما جرى في الكنيست ليس “تصويتًا على قانون”، بل تتويجٌ رسمي لثقافة القتل والتطرف التي تُميّز إسرائيل عن أي كيان في العالم.
فحين يتحوّل البرلمان إلى مسرح لتوزيع الحلوى احتفالًا بقتل الأسرى، وحين تُرفع الأيدي بالموافقة على إعدام من يقاوم الاحتلال، يصبح من الواضح أن العدوّ الإسرائيلي يعيش انهيارًا أخلاقيًا وإنسانيًا كاملًا، وأن فلسطين – رغم الجراح – تمضي بثبات نحو الحرية والنصر.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8