تتزايد الاعتداءات ضد الصحافيين في الضفة الغربية المحتلة خلال الأسابيع الأخيرة، وسط اتهامات لإسرائيل بالتواطؤ مع المستوطنين الذين يستهدفون العاملين في الميدان. تصاعد العنف تزامن مع موسم قطف الزيتون، ما جعل حرية الصحافة أمام اختبار جديد في بيئة خطرة وغير مستقرة.
رابطة الصحافيين الأجانب في إسرائيل والأراضي الفلسطينية أعربت عن صدمتها من تصاعد الهجمات ضد الصحافيين المحليين والأجانب، وأكدت أن الاعتداءات تحولت إلى ممارسة متكررة خلال الأسابيع الماضية، حيث جرى استهداف مصورين ومراسلين أثناء تغطيتهم في القرى المحيطة بنابلس والخليل.
في إحدى الحوادث الأخيرة، هاجم مستوطنون ملثمون فريق وكالة “رويترز” قرب بلدة بيتا مستخدمين العصي والحجارة. أصيبت إحدى الصحافيات بجروح خطيرة بعد سقوطها، فيما تعرض زملاؤها للضرب أثناء محاولتهم حمايتها كما أُصيب صحافيان فلسطينيان مستقلان أثناء مطاردتهما من قبل المستوطنين.
ايضاً وثقت منظمات إعلامية أخرى إصابة مصور وكالة “فرانس برس” جعفر اشتية بالحجارة أثناء تغطيته لموسم الزيتون، وتضررت سيارته في الهجوم القوات الإسرائيلية الموجودة في الموقع لم تتدخل لوقف الاعتداء، واكتفت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي تجاه المزارعين والناشطين.
رابطة الصحافيين شددت على أنّ الاعتداءات تتزايد في ظل غياب أي مساءلة، وأن البيئة الإعلامية في الأراضي الفلسطينية باتت غير آمنة. ودعت قادة الجيش والشرطة الإسرائيليين إلى تحمّل مسؤولياتهم وضمان سلامة الصحافيين خلال عملهم الميداني.
تزايد الهجمات على الصحافيين يعزز حالة الخوف داخل الوسط الإعلامي، ويؤكد استمرار محاولات تقييد التغطية الميدانية في مناطق تشهد انتهاكات متصاعدة ضد الفلسطينيين الإفلات من العقاب يشجع المستوطنين على التمادي، فيما يتواصل الضغط على الصحافة لمنعها من نقل الصورة الحقيقية لما يجري في الضفة الغربية.