«زئير الأسد»… مناورة إسرائيلية لتثبيت الاحتلال في الضفة الغربية

2025.11.10 - 06:11
Facebook Share
طباعة

في خطوة تؤكد اعتماد إسرائيل على القوة العسكرية كأساس للسيطرة على الأراضي الفلسطينية، أطلق الجيش الإسرائيلي تمرينًا واسع النطاق في الضفة الغربية، تحت اسم "زئير الأسد"، يمتد ثلاثة أيام. هذه التدريبات ليست مجرد تمرين تكتيكي، بل جزء من استراتيجية ممنهجة لفرض التوسع الاستيطاني والسيطرة الكاملة على المناطق الفلسطينية، في ظل ضعف الرد الدولي والعجز عن إيقاف المشاريع الاستيطانية والتوسع العسكري الإسرائيلي.

تفاصيل التمرين العسكري:

وفق بيان الجيش الإسرائيلي، شاركت قيادة المنطقة الوسطى، وحدات خاصة، وسلاح الجو، وأذرع لوجستية متعددة في التمرين، بهدف رفع الجاهزية العسكرية وتعزيز التنسيق بين الأجهزة المختلفة وأكد الجيش استخدام قدرات عملياتية وتقنية متقدمة لمواجهة أي تهديدات محتملة، بما يشمل تحريك قوات الأرض والطائرات.

الصحف العبرية، بما في ذلك "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت"، أشارت إلى أن هذه المناورات مستندة إلى الدروس المستخلصة من أحداث 7 أكتوبر 2023، وتستهدف تجهيز الجيش الإسرائيلي لمواجهة أي اختراقات مسلحة في الضفة، مع تعزيز حماية المستوطنات الإسرائيلية والطرق الاستراتيجية.

خلفية التوسع الإسرائيلي:

تسعى الحكومة الإسرائيلية، وفق تصريحات وزيرة المواصلات ميري ريغيف، إلى فرض سيادة إسرائيلية على أجزاء واسعة من الضفة، رغم رفض بعض الأطراف الدولية لهذا المسعى، بما في ذلك الإدارة الأميركية السابقة وتستند إسرائيل إلى تقسيم أوسلو للضفة الغربية، حيث تحتل مناطق "ج" والتي تشكل 61% من المساحة، وتضم جميع المستوطنات وطرقها، بينما تبقى مناطق "أ" و"ب" تحت سيطرة جزئية للفلسطينيين.

البيانات الفلسطينية تشير إلى وجود نحو 900 ألف مستوطن إسرائيلي بين 3 ملايين فلسطيني، موزعين على 200 مستوطنة و243 بؤرة استيطانية و129 بؤرة رعوية، ما يضاعف من حدة التوتر ويقيد حرية الحركة الفلسطينية، ويزيد من التوسع الاستيطاني الذي يموله الجيش الإسرائيلي ويؤمنه عسكريًا.

الآثار على الفلسطينيين:

التدريبات العسكرية تزيد من هشاشة الوضع الإنساني في الضفة الغربية، إذ تتزامن مع استمرار الاحتلال في هدم المنازل، اعتقال المدنيين، تقييد الحركة، ومنع وصول المساعدات الأساسية وتعزيز الهيمنة الإسرائيلية والسيطرة على الأرض، ما يفاقم معاناة السكان ويحد من قدرتهم على الحياة اليومية بشكل طبيعي.


سيطرة عسكرية وتوسع استيطاني ممنهج:

الاعتماد الإسرائيلي على القوة العسكرية، كما أظهرت الصحف العبرية، يهدف إلى ترسيخ واقع الاحتلال بدل السعي لأي تسوية سياسية هذا النهج يعكس التوجه الإسرائيلي لتقويض أي جهود فلسطينية لإدارة الأرض، مع تثبيت سيطرة مستمرة على المستوطنات والمناطق الاستراتيجية، ويضعف القدرة الفلسطينية على مواجهة المشاريع الإسرائيلية أو استعادة الحقوق الوطنية.


تمثل المناورات "زئير الأسد" خطوة استراتيجية في سياسة إسرائيل طويلة الأمد لفرض السيطرة على الضفة الغربية، من خلال قوة عسكرية مباشرة، وتوسيع الاستيطان، ومنع أي مقاومة فلسطينية فعّالة هذه التدابير تجعل من الضفة الغربية أرضًا محتلة بشكل متزايد، وتزيد التحديات أمام الفلسطينيين في مواجهة الهيمنة الإسرائيلية، بينما المجتمع الدولي يبقى عاجزًا عن فرض حدود لسياسة الاحتلال. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 1