الهجوم الأخير الذي شنته مليشيا "الدعم السريع" على مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان حول المدينة بالكامل إلى مدينة خالية من السكان، إذ نزح جميع سكانها البالغ عددهم 177 ألف نسمة بعد الاشتباكات العنيفة والقصف المستمر من قبل القوات المهاجمة، ما جعل من المدينة مثالًا حيًا لتداعيات الحرب على المدنيين والبنية التحتية في السودان.
صمود الجيش السوداني وصد الهجوم:
تمكنت الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش السوداني من صد الهجوم المكثف، وأسفرت المعارك عن مقتل القائد الميداني لمليشيا "الدعم السريع" اللواء محمد صالح حمدوه وعدد من مقاتليه، مع وقوع جرحى آخرين وأكد الجيش السوداني سيطرته على الوضع في بابنوسة، مؤكدًا استعداده لمواجهة أي تصعيد محتمل في المنطقة، ما يعكس قدرة الجيش على الرد وتثبيت خطوط الدفاع رغم التحديات الميدانية.
آثار النزوح على المدنيين:
نزوح سكان بابنوسة يشير إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في كردفان ودارفور كثيرون اضطروا للسير على الأقدام لمسافات طويلة للوصول إلى مناطق أكثر أمانًا، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الصحية هذا النزوح الجماعي يزيد من معاناة المدنيين ويضع الضغوط على المجتمعات المستقبلة للاجئين داخليًا.
بعد السياسة والدبلوماسية:
في الوقت نفسه، يبرز الدور الدبلوماسي الدولي، مثل تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي شدد على أهمية وجود خطة عمل واضحة لدعم السلام في السودان دون خطة واضحة وتنسيق دولي، ستظل العمليات العسكرية والانتهاكات في ولايات السودان المختلفة تهدد المدنيين وتزيد من التوتر الإقليمي.
الوضع في السودان، خصوصاً في بابنوسة والفاشر، يعكس تعقيد الصراع بين الجيش ومليشيا "الدعم السريع"، ويُظهر حجم المعاناة الإنسانية التي تواجه المدنيين استمرار النزاع وغياب آليات حماية فعالة يزيد من هشاشة السكان المحليين، ويستدعي تدخلًا عاجلًا على المستوى الإنساني والدبلوماسي لضمان وقف التصعيد وحماية المدنيين.