القاهرة ترفض المهل الزمنية لنزع سلاح الحزب وسط تصاعد الضغوط

رامي عازار

2025.11.10 - 08:51
Facebook Share
طباعة

 تتسارع التطورات السياسية والأمنية في لبنان وسط تصاعد الضغوط الدولية التي تستهدف إعادة طرح ملف سلاح حزب الله على طاولة النقاش، بالتوازي مع تشديد القيود المالية على الحزب ومؤسساته.

مصادر دبلوماسية مطلعة أشارت إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا تكثفان جهودهما للحدّ من تمويل الحزب، من خلال تشديد الرقابة على التحويلات المالية وضبط الحدود والمعابر، إلى جانب تنظيم تدفّق الأسلحة من سوريا.


تحركات مصرية لمنع التصعيد
في هذا الإطار، أطلقت القاهرة سلسلة اتصالات إقليمية ودولية تهدف إلى منع تفاقم التوتر على الساحة اللبنانية، وأكدت في مشاوراتها الأخيرة أن فرض مهلة زمنية لنزع سلاح حزب الله «أمر غير واقعي» في ظل غياب تنفيذ كامل لاتفاق وقف إطلاق النار.

كما شددت القاهرة على ضرورة ممارسة ضغوط موازية على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية داخل الأراضي اللبنانية، معتبرة أن استمرارها قد يؤدي إلى تصعيد ميداني يهدد الاستقرار الإقليمي. وتعمل مصر حالياً على بلورة مقترحات معدّلة لمبادرتها الدبلوماسية بالتنسيق مع شركاء غربيين، بما يضمن الحفاظ على الهدوء الداخلي ويمنع تفجّر أزمة سياسية جديدة.


ضغوط مالية متزايدة
بالتوازي، تشهد بيروت زيارات متكررة لمسؤولين أميركيين، كان آخرها زيارة وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، الذي بحث مع عدد من المسؤولين اللبنانيين سبل تعزيز الإجراءات المالية والرقابية لمكافحة تبييض الأموال والحد من التمويل الخارجي غير الشرعي.

وأكدت مصادر رسمية لبنانية أن السلطات «تلتزم تطبيق القوانين الدولية المتعلقة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب»، مشيرة إلى أن أي خطوات مقبلة يجب أن تراعي خصوصية الوضع الداخلي وحساسيته السياسية.


تبدلات في مهام قوات الأمم المتحدة
في الجانب الأمني، بدأت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان تنفيذ خطة انسحاب تدريجي من مناطق انتشارها جنوب البلاد، تماشياً مع قرار مجلس الأمن القاضي بإنهاء مهمتها بعد عقود من العمل. وتشمل الخطة تقليص عديد بعض الوحدات وتقييم الأوضاع الميدانية بشكل دوري لتجنّب أي فراغ أمني.

وفي ظل هذا التحوّل، لا يزال النقاش الدولي مفتوحاً حول البدائل الممكنة، سواء عبر دعم الجيش اللبناني بقدرات إضافية أو إنشاء بعثة جديدة تعمل بإشراف الأمم المتحدة لمراقبة الحدود وضمان الاستقرار.


تخوف من اتساع رقعة التوتر
ترافق هذه التطورات مع زيادة وتيرة العمليات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني وارتفاع حدة الخطاب السياسي في المنطقة، ما يثير مخاوف من انزلاق الأمور إلى مواجهة أوسع. في المقابل، تؤكد الأطراف اللبنانية التزامها بخيار التهدئة والحفاظ على الاستقرار، مع الدعوة إلى تفعيل المساعي الدبلوماسية لضمان تنفيذ القرارات الدولية ومنع أي تصعيد جديد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9