رفح تحت المواجهة: القسام يحمّل إسرائيل مسؤولية أي تصعيد

2025.11.09 - 05:33
Facebook Share
طباعة

في الوقت الذي تتواصل فيه المباحثات غير المعلنة بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، خرج بيان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" ليغلق الباب أمام أي احتمالات لاستسلام مقاتليها في رفح، مؤكدًا أن الاستسلام ليس خيارًا في قاموسها.
هذا الموقف يفتح الباب أمام قراءة أعمق لما يجري في رفح، المدينة التي تحولت إلى عقدة الصراع بين الحسابات العسكرية والمفاوضات السياسية.

ورغم الضغوط الميدانية الهائلة التي تتعرض لها، تبدو القسام متمسكة بما تعتبره "صمودًا مبدئيًا" لا يرتبط فقط بسياق المعركة الحالية، بل بتاريخ طويل من التمسك برمزية المقاومة حتى في أقسى الظروف فالإعلان عن رفض الاستسلام في هذا التوقيت يحمل رسائل تتجاوز رفح نفسها، موجّهة إلى إسرائيل والوسطاء معًا، بأن القتال لم ينته بعد، وأن أي تفاهمات لن تمر إلا عبر شروط تضمن لحماس مكاسب سياسية ومعنوية داخل غزة.

في المقابل، تكشف التسريبات الإسرائيلية عن عمق المأزق الذي تواجهه تل أبيب فتصريحات رئيس الأركان أيال زمير حول إمكانية إخراج نحو مئتي مقاتل مقابل رفات الضابط هدار غولدن، تعكس تراجع الثقة داخل المؤسسة العسكرية بقدرتها على الحسم الكامل في رفح، وإدراكها أن الحل العسكري وحده لم يعد كافيًا لإعادة الأسرى أو فرض شروط تفاوضية جديدة.

وبينما تُظهر إسرائيل استعدادًا لتقديم تنازلات محدودة، تحاول حماس الحفاظ على توازن دقيق بين خطاب المقاومة وضرورات التفاوض، دون أن تظهر في موقع الضعف.
رفح اليوم لم تعد مجرد ساحة مواجهة، وانما مساحة اختبار أخير لطرفين يدركان أن شكل المعركة هناك سيحدد ملامح ما بعد الحرب في غزة، بين من يريد إنهاء الصراع عسكريًا، ومن يراهن على تثبيت شرعية سياسية من رماد الدمار. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5