ترامب يختتم المفاوضات لتطبيع سوريا ضمن الاتفاقات الإبراهيمية

2025.11.09 - 12:22
Facebook Share
طباعة

تبدو الساحة الإقليمية أمام لحظة سياسية فارقة مع اقتراب الإعلان عن صفقة أمريكية–سورية برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقضي بانضمام دمشق إلى الاتفاقات الإبراهيمية مقابل تفاهمات أمنية مع إسرائيل ورفع تدريجي للعقوبات الغربية.
الصفقة التي كشفت عنها صحيفة هآرتس تُعدّ — وفق مراقبين — أخطر تحول في مسار العلاقات بين سوريا والغرب منذ أكثر من نصف قرن، إذ تنقل دمشق من محور الممانعة إلى فضاء التطبيع، ولكن وفق صيغة غير مباشرة تديرها واشنطن وتضمن لإسرائيل مكاسب أمنية دون التورط في اتفاق سلام رسمي.

حسابات واشنطن: توسيع التحالف واستثمار الرمزية

بالنسبة لترامب، تعقب هذه الخطوة ضمن رؤيته الأوسع لإعادة رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط فضمّ سوريا — الدولة التي كانت عنوان الصراع العربي الإسرائيلي — يمثل بالنسبة له إنجازًا سياسيًا يعادل "إغلاق ملف نصف قرن من العداء"، ويوظف في حملته الانتخابية كدليل على نجاح سياساته في "إحلال السلام من موقع القوة".
كما تسعى الإدارة الأمريكية إلى تثبيت نفوذها في سوريا في مواجهة روسيا وإيران، عبر صفقة اقتصادية–أمنية تُبقي دمشق تحت المراقبة الأمريكية من دون تدخل عسكري مباشر.

دمشق بين الإغراء والعزلة:

في المقابل، يدرك الرئيس أحمد الشرع أن الانفتاح على واشنطن يفتح نافذة نادرة لتخفيف العقوبات القاسية واستقطاب الاستثمارات لإعادة الإعمار غير أن الانخراط في مسار التطبيع يحمل مخاطر داخلية، إذ قد يُنظر إليه كتنازل عن الثوابت القومية، خصوصًا في ظل الرفض الشعبي لأي تقارب مع إسرائيل.
مع ذلك، يبدو أن القيادة السورية تراهن على أن الانفتاح الاقتصادي والاعتراف الدولي قد يخفف من حدة المعارضة ويمنح النظام شرعية جديدة بعد سنوات من العزلة.

المنطقة أمام معادلة جديدة:

إذا ما تم الإعلان عن الصفقة رسميًا، فستكون دمشق أول عاصمة عربية "محورية" تنضم إلى الاتفاقات الإبراهيمية منذ 2020، وهو ما سيعيد صياغة التوازنات الإقليمية.
لكن المسار لا يزال محفوفًا بالتعقيدات، إذ لم تُعلن بنود الاتفاق بعد، فيما تشير مصادر دبلوماسية إلى تحفظات روسية وإيرانية حيال الخطوة.

في المحصلة، يبدو أن ما يُطبخ في واشنطن يتجاوز مجرد اتفاق دبلوماسي، فهو مشروع لإعادة بناء الشرق الأوسط بحدوده السياسية ومصالحه الجديدة — شرق أوسط يختبر فيه ترامب مجددًا مقولة: السلام ممكن حتى مع أكثر الخصوم عنادًا، إذا امتلكت واشنطن مفاتيح اللعبة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 7