شبكة أطباء السودان: قوات الدعم السريع تحرق مئات الجثث بعد جمعها من شوارع الفاشر

2025.11.09 - 12:19
Facebook Share
طباعة

اتهمت شبكة "أطباء السودان" قوات الدعم السريع بارتكاب ما وصفته بـ"فصل جديد من الإبادة الجماعية" في مدينة الفاشر، بعد أن جمعت القوات مئات الجثث من الشوارع والأحياء وأحرقت بعضها ودفنت أخرى في مقابر جماعية، وفق بيان صدر اليوم الأحد.

وقالت الشبكة إن هذه الأفعال تمثل انتهاكاً فاضحاً للأعراف الدولية والدينية التي تضمن حق الضحايا في الدفن الكريم، مؤكدة أن ما حدث تجاوز حدود الكارثة الإنسانية إلى جريمة منظمة تستهدف الإنسان في حياته وكرامته، وحمّلت قيادة الدعم السريع المسؤولية الكاملة عما وصفته بـ"الجرائم المروعة".

ودعت الشبكة المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لفتح تحقيق دولي مستقل في الأحداث، مشيرة إلى أن الصمت الدولي المستمر تجاه الانتهاكات في دارفور "يرقى إلى التواطؤ ويمنح الجناة شعوراً بالإفلات من العقاب".

في السياق متصل، نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر طبية أن موجات النزوح من الفاشر نحو بلدات طويلة وقولو وكورما ومليط تتصاعد يومياً، وسط نقص حاد في وسائل النقل والمساعدات، واضطرار المدنيين للسير على الأقدام للهروب من المدينة التي تواجه حصاراً خانقاً منذ أسابيع.

تقريرياً، يعكس ما يجري في الفاشر تحوّلاً مقلقاً في مسار الحرب السودانية، إذ تحاول قوات الدعم السريع فرض السيطرة الكاملة على دارفور عبر تكتيكات قائمة على الترهيب الجماعي وتدمير النسيج الاجتماعي، في وقت تكتفي فيه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإدانة لفظية دون خطوات عملية لوقف الانتهاكات أو حماية المدنيين.

ويقول مراقبون إن نمط الانتهاكات المتكرر في دارفور يشي بمحاولة فرض واقع جديد يقوم على تهجير السكان الأصليين وتغيير البنية السكانية، وهو ما يعيد إلى الأذهان أحداث الإبادة الجماعية التي شهدها الإقليم مطلع الألفية.

وفي ظل غياب أي ضغط دولي حقيقي أو آلية للمساءلة، تبدو دارفور أمام فصل دموي جديد يهدد باندثار مدنها وتاريخها الإنساني، فيما يستمر الصراع بين الجيش والدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، وقد أودى بحياة عشرات الآلاف وأجبر نحو 13 مليون شخص على النزوح في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9