الانتخابات المقبلة في نقابة المحامين: من يتحكم بالتصويت المستقل؟
تشهد نقابة المحامين في بيروت استعدادات متقدمة للانتخابات التي ستجرى غداً الأحد، حيث يتنافس 22 مرشحًا على 8 مقاعد عضوية، يليها انتخاب النقيب من بين المرشحين الأربعة الذين يفوزون بعضوية المجلس، وهم عماد مرتينوس والياس بازرلي وبيار حنا ووجيه مسعد.
تعكس هذه الانتخابات مزيجًا من التوجهات الحزبية والتوازنات النقابية المستقلة، ما يجعل المشهد معقدًا ويعطي كل تصويت أهمية كبيرة.
بدأت صورة التحالفات المبدئية تتضح مع إعلان بعض الأحزاب مواقفها، أبرزها حزب القوات اللبنانية الذي أعلن دعم المرشح عماد مرتينوس للنقيب ومرشحي العضوية إيلي الحشاش ومروان جبر وجورج يزبك، في حين تستمر المفاوضات مع تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي لتوسيع قاعدة الدعم للمرشحين توفيق النويري ونديم حماده. في المقابل، لم يتم التوصل إلى تفاهمات مع التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله، ما أدى إلى تحالف هذه الأطراف مع حزب الكتائب لدعم المرشحين موريس الجميّل والياس بازرلي ووسيم بو طايع وسعاد شعيب.
أما بالنسبة لمركز النقيب، فإن التنافس يتركز بين الأربعة المرشحين الرئيسيين، لكن التوقعات تشير إلى فوز اثنين منهم على الأقل بعضوية المجلس، مع وجود احتمال محدود لفوز الثالث وقد تؤثر نتائج العضوية على قدرة المرشحين على التقدم لمركز النقيب، خاصة في ظل وجود مرشحين آخرين لديهم حظوظ قوية في الفوز بالعضوية، وهو ما يعكس توازن القوى بين النفوذ الحزبي والخيارات المستقلة للمحامين.
النقباء السابقون يلعبون دورًا مؤثرًا في توجيه المحامين المستقلين، إذ أبدى خمسة منهم دعمًا لمرشح محدد، بينما انقسم الباقون حول اختيار النقيب، مع حفاظ جميعهم على استقلالية القرار النقابي. ويشكل المحامون المستقلون غالبية الجمعية العامة، ويستند تصويتهم إلى ميولهم النقابية والشخصية، مع تأثير محدود للتوجيهات الحزبية، مما يضيف عنصرًا من عدم اليقين إلى النتائج النهائية.
بشكل عام، تظهر الانتخابات مزيجًا من الاستراتيجيات الحزبية والتحالفات، إلى جانب قوة التأثير المستقل للنقباء السابقين والمحامين المستقلين، ما يجعل عملية اختيار النقيب ومرشحي العضوية محطة حاسمة لتحديد شكل مجلس النقابة الجديد وتوجهاته المستقبلية. ومع اقتراب موعد الاقتراع، يظل المشهد متغيرًا، والنتائج مرتبطة باللقاءات المكثفة التي يقوم بها المرشحون والاتصالات السياسية التي ستستمر حتى يوم الانتخابات.
