ألمانيا تشن حملة رفض غير مسبوقة ضد اللاجئين السوريين: 1900 حالة رفض في شهر واحد

2025.11.08 - 12:52
Facebook Share
طباعة

في تحول مثير للجدل، شهدت ألمانيا خلال شهر أكتوبر الماضي زيادة غير مسبوقة في رفض طلبات اللجوء المقدمة من اللاجئين السوريين، حيث تم رفض 1906 طلبات، مقارنةً بعدد 163 طلبًا فقط على مدار الأشهر التسعة الأولى من العام. هذه الأرقام تشير إلى تصعيد غير مسبوق في سياسة الهجرة الألمانية تجاه السوريين، وسط نقاشات سياسية وأمنية حادة في العاصمة برلين.

المكتب الاتحادي الألماني لشؤون الهجرة واللاجئين أوضح أن هذه الزيادة جاءت في ظل التطورات المتسارعة في سوريا عقب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، مما دفع السلطات إلى تعليق معظم القرارات المتعلقة باللاجئين السوريين، مع استمرار البت في الحالات الشكلية، مثل تحديد الدولة الأوروبية المسؤولة عن معالجة الطلب.

ومع ذلك، لم يقتصر الأمر على الإجراءات الشكلية، بل شمل حالات رفض محددة استهدفت "أفرادًا مصنفين كخطر أمني"، وفقًا لتصريحات المكتب، وهم أشخاص تُعتبرهم السلطات الأمنية قادرين على ارتكاب جرائم جسيمة أو هجمات إرهابية، ما يفتح الباب أمام نقاش حول حدود الأمن مقابل حقوق الإنسان.

منذ نهاية سبتمبر، عاد المكتب للتركيز على ملفات "الرجال الشباب القادرين على العمل وغير المصحوبين بذويهم"، مع التأكيد على إمكانية إصدار قرارات رفض كاملة إذا لم تُقدَّم أسباب فردية حول التعرض للاضطهاد.

وفي تصريحات مثيرة للجدل، قال وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت لصحيفة "راينيشه بوست": "نريد التوصل إلى اتفاق مع سوريا قبل نهاية هذا العام، لنبدأ بترحيل مرتكبي الجرائم، ثم لاحقًا الأشخاص الذين لا يملكون حق الإقامة". تصريحات دوبرينت أثارت ردود فعل متباينة، بين مؤيد لإجراءات الحزم الأمني ومطالب بحماية اللاجئين وحقوقهم الإنسانية.

خبراء يشيرون إلى أن هذه الخطوة قد تمثل بداية تحوّل جذري في سياسة ألمانيا تجاه اللاجئين السوريين، وتعكس الضغوط الداخلية من الأحزاب اليمينية والتحالف المسيحي، مقابل دعوات حقوقية تحذر من تداعيات مثل هذه الإجراءات على اللاجئين الأبرياء الذين هربوا من الحرب والدمار في سوريا.

بينما ترى السلطات الألمانية أن هذه السياسات ضرورية لضمان الأمن الوطني والسيطرة على موجة الهجرة، يذهب النقاد إلى أن الأرقام المخيفة لحالات الرفض قد تؤدي إلى أزمة إنسانية جديدة في أوروبا، خصوصًا مع استمرار النزاع في سوريا وارتفاع أعداد اللاجئين العالقين في مناطق غير آمنة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 5