وسط تقارير دولية متضاربة عن نية الولايات المتحدة استخدام قاعدة جوية في سوريا، يزداد الجدل حول البنية العسكرية الجوية المحيطة بالعاصمة دمشق. فبين نفي رسمي سوري وإشارات استخباراتية غربية، أثار التقرير الأخير تساؤلات حول أي من المطارات الثمانية التي تحيط بالعاصمة قد يُستخدم لتحقيق أهداف سياسية وأمنية، خصوصاً في سياق اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب تعمل واشنطن على التوسط فيه.
المعلومات الدقيقة حول قاعدة الطائرات الأمريكية غير محددة، لكن المصادر تحدثت عن وجودها على أحد مداخل المنطقة الجنوبية من سوريا، بالقرب من دمشق، فيما هبطت طائرة أمريكية من طراز C-130 للتأكد من صلاحية المدرج. رغم ذلك، تبقى التفاصيل غامضة، والحديث عن القاعدة أثار التكهنات حول المطارات العسكرية الموجودة في محيط العاصمة.
مطار المزة: الأقرب للعاصمة ومركز استخبارات حيوي
يقع مطار المزة العسكري على بعد أقل من 8 كيلومترات من وسط دمشق، ويعتبر أقرب المطارات العسكرية إلى العاصمة. يحوي المطار مدرجًا للطيران الحربي ومروحيات، وكان معقلًا للمخابرات الجوية، حيث احتوى على سجن نفذت فيه عمليات إعدام بحق معتقلين مناهضين للنظام سابقًا.
كما استخدم المطار لإطلاق قذائف باتجاه مدن الغوطة الشرقية مثل داريا ومعضمية الشام، ويتميز حرم المطار بتداخله مع الأراضي المدنية المحيطة. وقد تعرض لعدة ضربات إسرائيلية في السنوات الماضية، وأعلنت الحكومة مؤخراً نيتها تحويله جزئياً إلى مطار مدني للطائرات الخاصة والمروحيات.
مطار السين (صقال): الحصن الشمالي الشرقي
يُعرف أيضًا باسم مطار صقال، ويقع شمال شرقي دمشق على بعد أكثر من 100 كيلومتر، بالقرب من مدينة الضمير في القلمون الشرقي، وعلى مقربة من تدمر. تعرض المطار لهجمات متعددة من تنظيم الدولة الإسلامية، ويُعد أحد المواقع الاستراتيجية التي تحمي الشمال الشرقي للعاصمة، حيث يستخدم لمهام استطلاع ودعم لوجستي.
مطار الضمير: ثاني أكبر قاعدة عسكرية
يبعد نحو 55 كيلومتراً شمال دمشق، ويضم مدرجين بطول ثلاثة كيلومترات وحوالي 50 حظيرة إسمنتية للطائرات. استُخدمت طائرات من طراز SU-22M الروسية فيه، وتعرض لعمليات هجومية من فصائل معارضة خلال سنوات النزاع. يبرز المطار كأحد الركائز الأساسية للقدرة الجوية السورية في المنطقة الشمالية للعاصمة.
مطار الناصرية: القاعدة الإيرانية السابقة
يبعد أكثر من 95 كيلومتراً جنوب شرق دمشق، بالقرب من قرية الناصرية، و15 كيلومتراً عن الطريق الدولي M5. كان هذا المطار قاعدة إيرانية قبل الانسحاب، واستخدم لتخزين وصناعة الصواريخ، ويحتوي على مدرج طويل ونوعية طائرات ميج. سبق أن أعلن فصيل جيش الإسلام عن إسقاط طائرة حربية انطلقت منه، فيما رأت مصادر أخرى أن الطائرة سقطت نتيجة عطل فني.
مطار بلي: محطة الدعم الجنوبي لإيران والنظام
يقع جنوب العاصمة وعلى بعد نحو 45 كيلومتراً، ويعتبر من أهم القواعد الجوية التي استخدمها النظام سابقاً لاستهداف الجنوب السوري. يضم ثمانية مروحيات ومهبطاً للطائرات الحربية ومستودعات ذخيرة، كما استُخدم لهبوط طائرات عسكرية إيرانية غير قتالية وفق تقارير إسرائيلية. الموقع الاستراتيجي للمطار يعزز قدرة النظام والتحالفات المساندة له على الجنوب السوري.
مطار عقربا: مهبط الطائرات العمودية
المعروف أيضًا باسم مطار قبر الست، يقع بالقرب من بيت سحم، ويحتوي على مهبط للطائرات العمودية فقط دون مدرج للطائرات الحربية. سيطر عليه فصائل المعارضة في بدايات النزاع عام 2012، قبل أن تعود السيطرة للنظام لاحقاً، وهو مخصص بشكل رئيسي للعمليات المروحية والدعم اللوجستي.
مطار مرج السلطان: مسرح الكر والفر
يقع في الغوطة الشرقية، على بعد 20 كيلومتراً من دمشق، ويضم مهبطاً للطائرات العمودية دون مدرج للطائرات الحربية. شهد المطار عمليات كر وفر بين المعارضة والنظام، وتمكنت القوات الحكومية في نهاية المطاف من استعادة السيطرة عليه، لكنه يظل نقطة حساسة لعمليات الدعم الجوي والانتشار العسكري حول العاصمة.
مطار مرج السلطان الاحتياطي
المطار الثاني في مرج السلطان مخصص أيضاً للطائرات العمودية، ويقع على الجهة الجنوبية للبلدة، ليشكل مع المطار الرئيسي شبكة دعم للطيران المحلي والنقل العسكري. رغم محدودية قدراته، فإن قربه من دمشق يجعله جزءاً من منظومة المطارات العسكرية الاستراتيجية في ريف العاصمة.