تشهد الساحة الدبلوماسية الدولية حراكاً مكثفاً في نيويورك، مع اقتراب صدور قرار جديد من مجلس الأمن الدولي يؤيد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في غزة، وسط انقسام دولي واضح حول مضمون الخطة وآثارها المحتملة على القضية الفلسطينية.
وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن القاهرة تشارك بفاعلية في هذه الجهود، موضحاً أن المساعي الأممية تتركز حول ثلاث نقاط أساسية: تشكيل مجلس للسلام، نشر قوة دولية في قطاع غزة، وتأسيس لجنة فلسطينية إدارية لتسيير شؤون القطاع، وذلك ضمن المرحلة الأولى من خطة ترامب لوقف الحرب.
وخلال اتصال هاتفي مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، شدد عبد العاطي على ضرورة التنفيذ الكامل لبنود اتفاق شرم الشيخ للسلام الذي وُقع مؤخراً بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب، والذي أنهى العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بعد شهور من القصف.
وأشار الوزير المصري إلى أهمية الانتقال السريع إلى المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، التي تتضمن مشروعات سياسية وتنموية وإنسانية، وعلى رأسها التعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ لتلبية احتياجات السكان.
كما أعلن عبد العاطي أن مصر ستستضيف مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار غزة خلال نوفمبر الجاري، بمشاركة واسعة من الدول الأوروبية والعربية، بهدف وضع إطار عملي لبدء مشاريع البنية التحتية والإغاثة العاجلة.
وفي موازاة الملف الفلسطيني، تناول الاتصال المصري – الأوروبي تطورات الأوضاع في السودان، حيث اتفق الجانبان على رفض أي حل عسكري للأزمة، وأكدا ضرورة تنفيذ بيان الرباعية الصادر في 12 سبتمبر الماضي للحفاظ على وحدة وسيادة السودان. كما أدانا الانتهاكات الجسيمة في مدينة الفاشر، ودعوا إلى هدنة إنسانية عاجلة تمهد لإطلاق عملية سياسية شاملة.
أما على صعيد القارة الإفريقية، فقد استعرض الوزير المصري الجهود التي تبذلها القاهرة لتعزيز السلم والتنمية في إفريقيا، خاصة في منطقة الساحل، مشيراً إلى دور مصر في دعم إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، من خلال مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ السلام.
تأتي هذه التحركات في أعقاب توقيع اتفاق شرم الشيخ للسلام بين مصر والولايات المتحدة، والذي تبنّى بنود "خطة ترامب" الجديدة لإنهاء الحرب في غزة. وتواجه الخطة انتقادات حادة من قوى فلسطينية، التي تعتبرها محاولة لتكريس واقع الاحتلال عبر آليات "إدارة مدنية فلسطينية" تحت إشراف دولي – أمريكي، بينما تراها واشنطن ومصر مدخلاً ضرورياً لوقف الحرب وتجنب انفجار إقليمي أوسع.